"يمكن تفسير ارتفاع ظاهرة الهجرة غير نظامية بشمال المغرب خصوصا لدى فئة الشباب والقاصرين إلى عوامل عادية، أهمها أن الفترة الممتدة ما بين شهري مارس وشتنبر من كل سنة تعتبر فترة الهجرة بامتياز نتيجة تحسن الأحوال الجوية"، يوضح محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في تصريح لموقع "أحداث أنفو"، بعد أنباء تحدثت عن غرق حوالي 40 مهاجر غير نظامي مغربي، خلال شهري يناير فبراير 2024.
بنعيسى تحدث أيضا عن عوامل استثنائية لهذه الظاهرة، حددها في الطريقة الجديدة للهجرة القائمة على السباحة بين مسارين وهما مسار الفنيدق – سبتة، وهو المسار الذي يمتد على مساحة تتجاوز 10 كلمترات ويستغرق أزيد من 10 ساعات سباحة، ومسار بليوش سبتة وهو المسار الذي لا يستغرق سوى ساعتين على الأكثر نظرا لقرب المسافة، لكنه خطير نتيجة تواجد صخور بحرية... وكلا المسارين يتطلبان أمكانيات مالية قليلة تتراوح ما بين 500 و3000 يتم تخصيصها لشراء لباس سباحة. وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الضغط على سبتة المحتلة.
وعن سبل الحد من هذه الظاهرة، قال بنعيسى أن الأمر يتعلق بظاهرة مركبة ومعقدة، متسائلا " كيف يمكن تفسير أن يغامر شخص ما بحياته بهذه الطريقة ؟ متيقنا أن سبل النجاة قليلة، إلا إذا كان قد فقد الأمل في وطنه"، وأكد رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن الوضع يتطلب إرادة سياسية قوية من أعلى المستويات لإعادة الثقة والأمل للمواطنين والشباب خصوصا قبل الحديث عن تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
وكان المكتب المركزي لمرصد الشمال لحقوق الإنسان ONDH، قد عبر عن ألمه الشديد إزاء غرق حوالي 40 مهاجر غير نظامي بالبحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى جنوب اسبانيا أو مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. مع نجاح أزيد من 700 مهاجر غير نظامي مغربي في الوصول إلى مدينة سبتة فقط، بمعدل محاولات يومية تصل الى 100 محاولة، تتم بين الفنيدق- سبتة أو بليونش- سبتة.
وسجل المرصد ارتفاعا في محاولات هجرة القاصرين غير المصحوبين نحو شواطئ سبتة المحتلة انطلاق من شواطئ الفنيدق، بمعدل سباحة تصل الى أزيد من 10 كلمترات، تستغرق ما بين 10 الى 15 ساعات بين المقطع البحري الفنيدق – سبتة، أو بليونش- سبتة الذي يستغرق ساعتين كمعدل ويعرف تيارات بحرية باردة وقوية، وتزداد خطورة هذا المقطع، بسبب الصخور الذي توجد على شواطئه.
