يستقبل المغاربة شهر رمضان على وقع ارتفاع قياسي في أسعار "قفة" الشرائح الواسعة من المغاربة. وفي جولة له بعدد من الأسواق اليوم الأحد 10 مارس 2024، وقف موقع "أحداث أنفو" على أسعار جد مرتفعة لكل المواد التي تدخل في صميم المعيش اليومي، باستثناء الانخفاض الذي تشهده حاليا أسعار مواد من قبيل البطاطس والطمام التي انخفضت نسبيا مقارنة مع الأشهر القليلة الماضية، بينما سجلت "اللوبية" 25 درهما، والفلفل 15 درهما للكيلوغرام الواحد، بل حتى البصل، أحد المواد الأساسية بالمطبخ المغربي، ارتفع ثمنه إلى 8 دراهم للكيلوغرام الواحد.
و بالنسبة للفواكه، لاسيما تلك التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة في متناول الشرائح الواسعة نسبيا، من قبيل التفاح، فإن ثمنه تراوح مابين 16 و20 درهما للكيلو غرام، بينما ارتفع سعر الموز إلى 12 درهما للكيلو الواحد.
الشئ ذاته بالنسبة للحوم سواء منها الحمراء أو البيضاء. بالنسبة للحوم الأبقار وقف الموقع على تراوح أسعارها بين 80 و90 درهما بأسواق محسوبة على أحياء شعبية، بينما ارتفعت أسعار الدواجن إلى 22 درهما للكيلو غرام الواحد، فيما حلق سعر البيض عاليا إلى 1.60 درهما للبيضة الواحدة.
الغلاء ذاته، عاينه الموقع بالنسبة للأسماك. فيما يخص "السردين"، سمك الفقراء، فارتفع سعره إلى درهما للكيلوغرام الواحد، بينما غدا اقتناء الأنواع الأخرى من قبيل الأحلام، إذ أن ثمن "الصول"، ارتفع إلى 140 درهما، و"الميرنا" إلى 90 درهما للكيلوغرام، فيما سجل سعر سمك "الفرخ" 80 درهما.
هي وضعية جد مقلقة، أضرت بشكل كبير بالقوة الشرائية، حسب إدريس الفينا الخبير الاقتصادي والأستاذ بالمعهد العالي للإحصاء والاقتصادي التطبيقي، لافتا في تصريح لموقع "أحداث أنفو" إلى أن حوالي 50 في المائة ترتبط مداخيلهم بمهن حرة بسيطة، وليس كدول أخرى كفرنسا مثلا حيث إن 95 في المائة المشتغلين أجراء.
هاته الفئة، ورغم أنها تمثل قوة محركة للاقتصاد عبر الطلب، إلا أنها تضررت، وتراجع الطلب عليها في ظل شبه الركود الحاصل حاليا، وذلك بسبب الجفاف، وما ينتجه عن من تداعيات على أسعار المواد الغذائية. تكفي الإشارة في هذا الإطار إلى أن "الزيت البلدية" التي أصبح المغاربة يقبلون عليها بشكل غير مسبوق منذ السنوات القليلة الماضية، انتقلت أسعارها من 45 درهما إلى 95 درهما للتر الواحد، يسترسل المتحدث ذاته.
هناك أيضا عوامل خارجية من قبيل الحرب الروسية- الأوكرانية وحاليا ما يجري بالشرق الأوسط، يضيف الفينا، موضحا أن هذه التطورات الجيو-سياسية، أثرت بدورها بشكل كبير على عدة مستويات أسعار المحروقات والمواد الأولية، وكذلك ارتفاع أسعار الغذاء، وكلفة الإنتاج واللوجسيتيك بشكل عام.
لكن هذا الوضع، يسائل كذلك "سياستنا الفلاحية"، التي تتجه نحو إنتاج منتجات موجهة للتصدير، فيما تم إهمال المنتجات التي تدخل في صميم المعيش اليومي للمغاربة، يختتم المتحدث ذاته.
