نوال الشرايبي .. من عالم المال نحو بحث علمي "صنع في المغرب"

أحداث أنفو الخميس 07 مارس 2024

"لن نأخذ إلا ما كتب الله لنا "و"الحاجة أم الاختراع"، هي قناعة تشكل ثنائية النجاح بالنسبة لنوال الشرايبي، أول سيدة مغربية تترأس المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والإبداع والبحث العلمي "مصير" MAScIR ، قادمة من عالم المال والإدارة، بعد أن تسلحت بروح المثابرة والجدية وحب خدمة الوطن الذي جعلها تفتح قوسا على مجال ما كانت تتخيل ولوجه.

مثابرة وتضحية

بعد حصولها على شهادة الباكالوريا بالرباط سنة 1994، اختارت الشرايبي متابعة دراستها العليا بفرنسا حيث حصلت على ماستر في الإدارة والمالية، لتتدرج في سن مبكر داخل العمل بشركات استشارية مرموقة بباريس، و تتولى مسؤوليات كبرى بشركات مرتبطة بعالم الأبناك والتأمين والصناعات.


على مدار 8 سنوات، اجتهدت الشرايبي في عملها الذي تخللته لحظات نجاح كبيرة، بفضل جهدها ومثابرتها وتضحيتها بوقتها ووقت أسرتها، وهو ما دفعها رغم كل ما راكمته من مكاسب، إلى التفكير جديا رفقة زوجها في اتخاذ خطوة جريئة والعودة إلى أرض الوطن رفقة طفلتهما البالغة من العمر وقتها ثلاث سنوات، حيث تمكنت من الحصول على عرض عمل كمديرة مالية بشركة للاتصالات، وبعد سنتين ستتلقى عرض عمل من المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والإبداع والبحث العلمي، وهو العرض الذي غير حياتها المهنية وفتح أمامها آفاقا جديدة للعمل انطلاقا من سنة 2009، رفقة كفاءاة مغربية علمية قادمة من الخارج.

صنع في المغرب


العمل رفقة 250 مهندسا وباحثا في مجال العلوم، فتح شهية الشرايبي للتعرف على مجالات جديدة، لتنتقل من عالم الأرقام نحو عالم المختبرات والأبحاث الطبية وتطوير أدوات التشخيص، وبعد مراكمتها لتجربة 7 سنوات بالمؤسسة تم تعيينها سنة 2016 مديرة عامة بالنيابة، وفي سنة 2018 أصبحت المديرة العامة لمؤسسة "مصير" ، حيث سطرت عنوانا عريضا لعلامة "صنع في المغرب"، خاصة في مرحلة كوفيد -19، حيث تم العمل على تطوير عدة اختبارات مغربية الصنع، تهم اختبارات تحديد فيروس كورونا، واختبار تشخيصي لداء السل ، إلى جانب اختراعات تهم أمراض السرطان.

رحلة الشرايبي لم تكن مفروشة بالورود، وهي لحد الساعة تتخللها الكثيرمن التضحيات، حيث تحرص على التنسيق بين الكفاءات الحالية والكفاءات المستقبلية التي تزخر بها جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات ببنجرير التي تتبعها مؤسسة "مصير"، ما يبقيها بعيدة عن مسكن الأسرة بالرباط والإقامة ببنجرير، مع العمل على خلق واستثمار كل الفرص المتاحة، خاصة بعد جائحة كورونا، لجني ثمار البحث العلمي المستجيب للاحتياجات الصحية والاقتصادية والصناعية تحت عنوان صنع في المغرب.

ومن منصبها، تحث الشرايبي النساء على المزيد من الاجتهاد مع حرصها على تكفاؤ الفرص بين الجنسين، مؤكدة أن هناك العديد من القدرات غير المستغلة القادرة على خلق فرص عمل وقيمة مضافة تعزز السيادة الوطنية في المجال العلمي، مشيرة أن 50 في المائة من المقالات العلمية داخل المؤسسة التي تشرف عليها تحمل توقيع باحثات ومهندسات مغربيات، كما أن 35 في المائة من براءات الاختراع تخص نساء المؤسسة.