تحريض على العنف وانتهاكات ممنهجة تستهدف الأطفال بمخيمات تندوف

سكينة بنزين الأربعاء 06 مارس 2024

تحرص العديد من المنظمات في عدد من المناسبات على تنبيه المجتمع الدولي حول الانتهاكات الممارسة بحق الأطفال داخل مخيمات تندوف، وقد كان آخرها ما تم التطرق له في إطار الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث نبهت منظمة النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، غير الحكومية، خلال الحوار التفاعلي مع المقررة الأممية الخاصة باستغلال وبيع الأطفال، إلى استغلال البوليساريو للمدارس من أجل تلقين الأطفال أيديولوجيات التنظيم.

انتهاكات ممنهجة


وفي هذا الإطار أوضح ، محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح لموقع "أحداث أنفو"، أن ” الأطفال بالمخيمات عرضة لمختلف الانتهاكات الممنهجة، خاصة ما يتعلق بالعزل عن الأسر وتعريضهم لمختلف أشكال التجنيد العسكري تحت شعار التمدرس، حيث يتم عزلهم وتعريضهم للعقوبات العسكرية ولأعمال السخرة فضلا عن تلقينهم خطاب الكراهية وحضهم على العنف في ظروف مزرية.

وأوضح عبد الفتاح، أن النهب الممنهج الذي تتعرض له المساعدات الإنسانية المخصصة للأطفال، يزيد من تأزيم وضعهم النفسي والصحي، حيث يعانون من ضعف التغذية، والراحة وحضن الأسرة، كما يتم تسفيرهم قسرا نحو مناطق داخل الجزائر أو خارجها، حيث تتحدث التقارير عن وجود آلاف الأطفال الذين كانوا عرضة للتسفير تحت ذريعة استكمال التعليم منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، نحو كوبا، ليبيا ويوغوسلافيا واسبانيا، حيث يتم شحنهم بأيديولوجيات تحث على العنف والتطرف.

تشرد وانتحار


ومن الانتهاكات التي تحدث عنها، محمد سالم عبد الفتاح، عرض الأطفال للتبني الذي بدأ مع برنامج عطل السلام سنة 1979، والذي أشارت العديد من التقارير لوجود انتهاكات ممارسة بحق الأطفال، بسبب غياب أي رقابة لحمايتهم وتحديد ظروف إقامتهم ورعايتهم، ما أدى لحالات استغلال جنسي، وتعريض للعنف الأسري، و الحرمان من التواصل مع الأسر البيولوجية في المخيمات، هذا التضييق أدى بعدد من الأطفال إلى الفرار من الأسر الأوروبية ما جعل مصيرهم التشرد، في الوقت الذي اختار بعضهم الانتحار.

ويرى رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الانتكاسات التي يتعرض لها المشروع الانفصالي، أدت إلى الرهان على الرفع من منسوب الكراهية بين صفوف الأطفال الذين يزج بهم بين الجماعات المسلحة ومجموعات الجريمة المنظمة ، حيث يتم تأطيرهم وترحيلهم نحو بؤر التوتر بدول الساحل تحت أنظار السلطات الجزائرية، التي تتنصل من مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية الملقاة على عاتقها إزاء من يفترض أنهم لاجئون على ترابها، وهو ما يعرقل مساعي الهيئات الدولية الرامية إلى إنهاء معاناة قاطني مخيمات تندوف، خاصة الأطفال منهم.
وكانت منظمة النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، قد حذرت من انتشار خطاب العنف والكراهية، وتمجيد الحرب داخل المقررات الموجهة للأطفال بمخيمات تندوف، مع تشجيعهم على حمل السلاح والتدريب العسكري، وهو ما يتنافى مع مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل التي تنص على تعليم مبادئ وقيم الحرية والمساواة والتسامح.

ودقت المنظمة ناقوس الخطر بشأن ما حدث بمعبر الكركرات الحدودي، عندما تعمدت "البوليساريو" الزج بالعشرات من الأطفال في أعمال الترهيب والتخريب واستهداف حركة العبور.