السفير حسن عبد الخالق: " عقيدة النظام الجزائري قائمة على الاستعلاء واحتقار الجيران"

بقلم حسن عبد الخالق الجمعة 01 مارس 2024
téléchargement (1)
téléchargement (1)

أكد حسن عبد الخالق السفير المغربي السابق لدى الجزائر أن " طريق تندوف الزويرات معبدة بالنوايا السيئة..", مضيفا أن عقيدة الجزائر " قائمة على احتقار الجيران".
وأوضح الدبلوماسي المغربي السابق في مقال رأي نشرته يومية العلم على موقعها الالكتروني بعنوان "الجزائر – موريتانيا طريق تندوف الزويرات معبدة بالنوايا السيئة.. أن "إشراف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رفقة نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في تندوف يوم 22 فبراير الحالي، على إعطاء انطلاقة مشروع إنجاز طريق تندوف (الجزائر) – الزويرات (موريتانيا)، كشف مجددا على رغبة النظام الجزائري في تحويل حربه ضد مصالح المغرب ووحدته الترابية، التي تأخذ طابعا ثنائيا إلى صراع مغاربي، بمحاولة تأليب بقية دول المنطقة ضد المغرب وجرها إلى تبني موقفه والسير في فلكه، بادعائه أن الجزائر دولة محورية وعلى جيرانها الانصياع لأجندتها".
واعتبر الاعلامي المغربي والسفير السابق أن تلك الاتفاقية تضر " بمصالح موريتانيا", لان في نظره "تمكين شركة نفطال الجزائرية بمفردها من استغلال محطات الوقود في الجانبين الجزائري والموريتاني فيه إضرار بمصالح موريتانيا وحقها في بناء محطات وقود في الجزء المتعلق بترابها الوطني، في الوقت الذي تتأهب لبداية تصدير ثروتها النفطية في يونيو المقبل، علما أن لها احتياطات ضخمة من الغاز".
واعتبر أن " طريق تندوف الزويرات هو "طريق بري للاستعمال العسكري", موضحا أن "حسابات النظام الجزائري وسوابق سلوكاته في المنطقة تجعل هذا الطريق معبدا أيضا بالنوايا السيئة، بإضفاء طابع عسكري عليه، واحتمال استخدامه من قواته المسلحة وميليشيات البوليساريو الخاضعة له، لمواصلة معاكسة حق المغرب في وحدته الترابية وضرب وحدة موريتانيا، طمعا في حرمان المغرب من امتداده الإفريقي وإيجاد موطئ قدم للجزائر على المحيط الأطلسي", واستحضر "تصريح رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي الموريتاني مسعود ولد بولخير الرئيس الأسبق للبرلمان، في غشت 2021، الذي حذر فيه من استغلال البوليساريو بدعم من الجزائر الوضع القائم فى موريتانيا ويعلن انفصال الشمال."
وأشار بن خالق في هذا الصدد الى "الصمت إزاء موضوع حساس يهم نواياه إزاء موريتانيا واحتمال دعمه لأية نزعة انفصالية في شمال موريتانيا، علما أن له سوابق في استخدام القوة العسكرية ضد موريتانيا، عندما هدد الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين في 1974 ضيفه الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داده في بشار، بشن عدوان عسكري على بلاده إذا ما واصل التعاون مع المغرب في قضية الصحراء ونفذ لاحقا هذا التهديد بإرساله في يونيو 1976 الآلاف من جنوده ومقاتلي البوليساريو لشن هجمات برية على موريتانيا، مواصلا الاعتداءات العسكرية على موريتانيا، إلى غاية سقوط نظام ولد داداه في انقلاب عسكري في 1978 وحمل قادة الانقلاب على الاعتراف بجمهورية الوهم في 5 غشت "1979.
وحذر الدبلوماسي المغربي من " سعى النظام الجزائري الذي يخوض بأذرعه الإعلامية في القطاعين العام والخاص حربا ضد المغرب دائما إلى توظيف الإعلام الموريتاني في هذه الحرب ولنا في واقعة طرد موريتانيا في أبريل 2015 المستشار الأول في سفارة الجزائر في نواكشوط بلقاسم الشرواطي خير دليل، بعد انحرافه عن مهمته الدبلوماسية، بدفعه موقع "البيان" الإلكتروني الموريتاني إلى نشر خبر كاذب عن شكوى تقدمت بها موريتانيا إلى الأمم المتحدة تتهم فيها المغرب بإغراقها بمادة الحشيش، وهو ما نفته السلطات الموريتانية واعتبرت نشره محاولة لزعزعة علاقاتها بالرباط".
وخلص في مقالته الى أن " عقيدة النظام الجزائري قائمة على الاستعلاء واحتقار جيران الجزائر والحط من قدرهم ورفضه قيام علاقات معهم على أساس التكافؤ والمساواة وخدمة المصالح المشتركة وهوسه المطبوع بالفشل بتأليب دول المنطقة ضد المغرب ووحدته الترابية. وفي سياق احتقاره موريتانيا، أوعز هذا النظام قبل بضعة أسابيع فقط إلى أذرعه الإعلامية المحسوبة على القطاع الخاص بشن حملة عليها، في أفق المباراة التي انتصر فيها منتخبها لكرة القدم على نظيره الجزائري في منافسات "الكان" في كوت ديفوار في يناير الماضي، بأن ادعى ذلك الإعلام عجز موريتانيا عن تأمين حاجيات منتخبها وأن المغرب هو الذي دفع تكاليف تربص المنتخب الموريتاني في تونس قبل كأس أفريقيا، وكذلك تكاليف الإقامة في "الكان"، والنقل الجوي والمستلزمات اللوجستية من ملابس ومعدات مختلفة".
وختم متسائلا " في ضوء ما مضى من سلوكات النظام الجزائري إزاء موريتانيا ونهجه المستمر للتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة الإساءة إلى علاقاتها مع المغرب، من يجرؤ على قول أن طريق تندوف الزويرات معبدة بالنوايا الطيبة؟".