وليد شو ! 

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 19 فبراير 2024
No Image

أخطأ وليد اختيار توقيت الخرجة. وأخطأ وليد اختيار قناة الخرجة. وأخطأ وليد اختيار طريقة الخرجة. فكانت النتيجة أننا ونحن نشرع فقط في نسيان إقصائنا من كأس إفريقيا، تذكرنا بطريقة غير ذكية كثيرا ذلك الخروج المر والمؤلم، واستطاع وليد الركراكي وقناة "الرياضية" تقليب المواجع علينا من جديد، ودفعنا نحو طرح السؤال: لماذا؟

من حق مدرب المنتخب الوطني أن يدافع عن اختياراته اللي كلفتنا الخروج من دور الثمن، ومن حقه أن يتحدث لقناة واحدة دون بقية وسائل الإعلام في الوطن، ومن حقه أن يدخل بوفال وزياش متى شاء، وأن ينادي على الكعبي وأن يرفض رحيمي، بل من حقه أن يقوم بمايريد، وأن يفعل مايشاء، مادام يحظى بثقة الجامعة، ومادام هو مدرب المنتخب الذي يتحمل في النهاية نتيجة كل اختياراته.

بالمقابل، من حقنا نحن أن ننتقد هاته الاختيارات، ومن حقنا أساسا أن نقوم بالفصل العاقل والضروري والسوي بين إنجاز كأس العالم في قطر، وهو إنجاز رائع وعظيم وغير مسبوق، وقد صفقنا له في حينه، وفرحنا بحب صادق وحقيقي لهذا الوطن، ولهدبة أبنائه إليه، وبين نكسة كأس إفريقيا الأخيرة، التي ذهبنا إليها مستعدين للتتويج، متأهبين إليه، فصدمنا بعد أن أخرجتنا جنوب إفريقيا من دور الثمن بسبب وحيد وواحد: اختيارات وليد.

لذلك أنصتنا جميعا لوليد وهو يتحدث إلى المغاربة في لقاء خاص عبر قناة "الرياضية"، بإمعان شديد. ولذلك لم يقتنع إلا القلائل منا بماقاله الركراكي، وبالطريقة التي تحدث بها، ولذلك قالت أغلبية المغاربة التي شاهدت المدرب الوطني بعد اللقاء: أخطأ وليد في كأس إفريقيًا كرويا، ثم عاد وليد وأخطأ بعد الكأس القارة في هاته الخرجة إعلاميا.

ولو كنا مكان من ينصحون الركراكي في خرجاته التواصلية لقلنا له إن وقت "الشو" في الندوات الصحفية، ووقت الجلوس في البلاتوهات للحديث عن الكرة مضى وانقضى، والآن هناك وقت واحد هو وقت الكرة ولعبها والانتصار فيها وليس الحديث عنها.

حتى الشعب العادي لم يعد مستعدا لقبول مزيد من الكلام عن الكرة من منتخبنا. الناس الآن تريد نتيجة ملموسة على أرض الميدان، وهذا حقها، ومن الممكن تحقيقه لها في الكأس القارية المقبلة المقامة على أرضنا وفي بلادنا وبين جماهيرنا، شريطة الابتعاد عن الكلام الكثير، والإيمان بالفعل الناجح الناجع الذي حمل لنا في قطر احترام الكل داخل وخارج المغرب، والذي غاب عنا في سان بيدرو في الكوتديفوار، وجعلنا نخرج مبكرا من الكأس، ونتابع تتويج البلد المنظم بها بفرح صادق لهم، ولكن بألم شديد لنا، وهذا هو الحق.

وليد، لن ننسى مافعلته في قطر، لكننا نريد تأكيدا حقيقيا له...بالفعل، وليس بالكلام، وبالخرجات غير الموفقة.

"سير، سير، سير وجد لينا منتخب مقاد وباراكا من الهضرة".