لماذا تكره إفريقيا الجزائر؟ 

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 25 يناير 2024
No Image

على الجزائر (الحاكمة وليس الشعب طبعا) أن تطرح على نفسها السؤال بجدية حقيقية هذه المرة: لماذا تكره إفريقيا والأفارقة الجزائر؟

هناك في أرض العاج وساحله، تلبس الكرة لبوسا غريبة بعض الأحايين ليس فيها من الكرة شيء، بل فيها من السياسة الشيء كله، وضمن هذا "السياسي" الذي استدعى نفسه إلى أبيدجان هذه المرة علاقة القارة الإفريقية بالجزائر.

الناس هناك مقتنعون بأن هذا البلد ينظر إليهم باستعلاء، لذلك لايحبونه. وهم مقتنعون في الوقت ذاته أن هناك نموذجا مضادا قائما على حبهم وحب العمل معهم ورفقتهم، هو نموذج المغرب الإفريقي بقيادة جلالة الملك محمد السادس.

لذلك عندما ابتهجت القارة من أقصاها إلى أقصاها، باستثناء القطر الجزائري طبعا، للإقصاء المهين والمذل من الدور الأول، لمنتخب الخضر، على أيدي المرابطين الأشاوس الموريتانيين، لم يكن ذلك الابتهاج مرتبطا بالكرة فحسب، بل كان طريقة لكي تقول إفريقيا كلها للجزائر، أو لمن يحكمون الجزائر بالتحديد: أنتم تحصدون ثمن سياستكم الصعلوكة منذ منحتكم فرنسا في ستينيات القرن الماضي مفاتيح البلد لكي تنشؤوه وتديروه بدلا عنها.

نحن هنا في المغرب نعرف هذا الأمر منذ القديم، ونفهم أن الشغل الشاغل للطغمة العسكرية القابضة على رقبة الجزائر هو أن يبقى بلدنا المشجب الذي تعلق عليه نتائج كل ارتكابات السياسة هناك.لذلك نفض المغرب يده من الموضوع مبكرا والتفت إلى الأهم: مصلحة شعبه وتنميته، ورد على كل النزق والعدوانية القادمين باستمرار من الشرق بسياسة اليد الممدودة الحكيمة من فوق، التي تقول بنبوغنا المغربي الشهير إن المغرب بلد عاقل، وهو لن يكترث أبدا بتصرفات الحمقى والمجانين.

الآن أتى دور إفريقيا لكي تقوم بالدور ذاته مع الجزائر، ومنذ طردت الكوتديفوار بداية هاته "الكان" قليلة الأدب الجزائرية التي سبت الشعب والحكومة الإيفواريين بالفقر بداية الدورة، فهم الكل من الحاضرين للدورة الرابعة والثلاثين من كأس الأمم أن التعامل هذه المرة سيكون مغايرا بالمرة وكذلك كان.

يوم الثلاثاء، وعندما كان الإيفواريون يطلقون العنان لأبواق سياراتهم في كل مدن ساحل العاج ابتهاجا بإقصاء الجزائر، كانت القارة فقط تقول لسياسة الصعلكة التي تحكم في المرادية: لقد جعلتم القارة الجنوبية الوفية التي لاتعرف إلا الحب، تكرهكم. وهذا حقا (إنجاز كبير) لايعادله إلا الإنجاز الكبير الآخر الذي حققه منتخبكم: إنجاز احتلال الرتبة الرابعة في مجموعة تتضمن أربعة فرق، وإنجاز الإقصاء رغم أن ثلاثة فرق تمر، وإنجاز منح الموريتانيين الشجعان، الذين احتقرتموهم مثلما تحتقرون كل الأفارقة، فرصة تحقيق أول فوز قاري في تاريخهم في هاته المنافسة على حسابكم.

باختصار، دولة الصعلكة فاشلة في الكرة وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي كل شيء، ولسنا نحن المغاربة الذين نقول هذه المرة.

القارة الصادقة بكل سمرة وفية وشجاعة هي التي تقول لكم الصدق، وتنصحكم قبل فوات الأوان، مع أننا نعتقد أنه قد فات: إسألوا أنفسكم، حكام الجزائر، لماذا نكرهكم نحن الأفارقة؟

إسألوا أنفسكم إن كنتم قادرين.