الباحث عبد الرزاق وردة يصدر مؤلفه الجديد حول الجماعات الترابية والمسألة الثقافية

سعـد دالـيا الاحد 07 يناير 2024
No Image

Ahdath.info

أصدر مؤخرا الباحث عبد الرزاق وردة مؤلف جديد يتعلق بمدى اهتمام الجماعات الترابية وتدبير الشأن الثقافي، الكتاب مؤلف في 158 صفحة صادر عن مطبعة السعادة بعنوان " الجماعات المحلية والمسألة الثقافية "، المؤلف يحتوي سيرة بيوغرافية لإحدى التجارب الناجحة في تدبير الشأن المحلي ــ تجربة جماعة المعاريف سابقا ــ والانصهار في تحقيق نماذج من المشهد الثقافي المتجدد.

فمن خلال قراءة الأستاذ الباحث عبد الرزاق وردة للاختيار الثقافي وللمرجعيات وأبعاد المسألة الثقافية اعتبر أن خير معبر عن الوضع الثقافي بالمغرب تعكسه ولا شك هزالة الميزانية السنوية المرصودة لوزارة الثقافة، والتي تؤدي حتما لمحدودية البنيات الأساسية وفضاءات الاستقبال من مركبات ثقافية ومكتبات ومسارح وقاعات لعرض مختلف التعابير الفنية والإبداعية، فالأولية تعطى للمظاهر والاحتفالات واللقاءات الفلكلورية والأضرحة والزوايا، ولا يتم الاشتغال على إرساء الدعائم الأساسية للعمل الثقافي الجاد وطويل النفس، الذي يؤسس ذاكرة وطنية تغذي الأجيال الحالية والصاعدة مع ما يقتضيه ذلك من انفتاح على ثقافات وحضارات الغير والاطلاع على تجارب دولية وقيم كونية.

مؤكدا في نفس السياق على تجاوز المعطى الواقعي، ولو في غياب المستجدات التشريعية المومأ إليها، اهتمت مجالس الجماعة الحضرية " المعاريف " سابقا بالدار البيضاء وعلى امتداد حوالي عقدين من الزمن بالشأن الثقافي، معززا بالوحدة الحزبية والقناعات الفكرية المشتركة لأغلبية أعضاء المجالس المتعاقبة في ثلاث ولايات متتالية، جمعتها خلفيات ومرجعيات واضحة ومعلنة، كان أحد منظريها فطاحلة الفكر المغربي ( أساتذة باحثين ومبدعين وأدباء ومثقفين عضويين ) في مقدمتهم ( الأستاذ محمد عابد الجابري ومحمد جسوس ومحمد السطاتي ومحمد العماري ومحمد برادة وأحمد اليابوري ومحمد سبيلا وأحمد الحليمي ومصطفى القرشاوي وعائشة بلعربي وعبد الرفيع الجواهري ومحمد الوديع أسفي وثريا السقاط )، علاوة على الحمولة المعرفية والحضارية التي جسدتها الهوية والتاريخ يكون خلالها الثقافي وراء تحولات عديدة وعميقة، والتي يحدث بالمجتمع اعتبرتها بعض المدارس والمذاهب إلى عقد قريب ولا توال عصب التغيير وبؤرته على اعتبار الفعل الثقافي بمثابة إحدى قطع المحرك الأساسي لكل عمل أو مشروع تنموي مجتمعي.

الباحث عبد الرزاق وردة اعتبر الثقافة تكمن من ربط المواطن بمحيطه وشده إلى بيئته وهويته، كما أن إشراك المثقفين والفاعلين بالمجتمع يمكن من ترسيخ تقاليد ثقافية بدونها يكون أي عمل أو مشروع تنموي ناقصا يحتاج بروح تضمن حياته واستمراريته، ناهيك عن دور المثقف في تنوير الفكر والقدرة على تشخيص الواقعي عند الفرد والجماعة، مسجلا أن المتتبعين والمهتمين وكل الفاعلين في الحقل الثقافي يسجلون مجهودات جماعة المعاريف التي دأبت على بذلها منذ إحداثها إثر التقسيم الذي شهدته جماعة عين الشق سابقا سنة 1983.

ويختم الأستاذ الباحث عبد الرزاق في مقدمة مؤلفه الجديد أن مجالس جماعة المعاريف تعاقبت عليها ثلة من الأطر تنتمي إلى عدة قطاعات تعنى بقضايا الطفولة الشباب والمجلات الاجتماعية والثقافية، مما دفع تلك الأطر المتمرسة إلى صياغة وبلورة عدة برامج ذات أبعاد وطنية تلامس قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والتربية والتعليم، وربطها علاقات خارجية مهمة مع بلديات وهيئات ومؤسسات دولية لتبادل التجارب والخبرات، إضافة إلى تنظيم مشاريع وأنشطة مشتركة بغية الانفتاح على ثقافات وحضارات أجنبية للاستفادة من خدمات تقدمها بعضها.