ديربي البشير ! 

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 03 يناير 2024
No Image

ثالث أيام العام الجديد، وقبيل انطلاق كأس إفريقيا بعشرة أيام فقط، يحس مشجع الكرة في المغرب بالغبن حقا، وهو يرى الديربي البيضاوي (أفضل لقاء في الكرة المغربية) يلعب خارج مدينته، ودون جمهور.

نعم، هناك ألف سبب وسبب وجيه لهذا القرار، وكلها أسباب معقولة ومقبولة، ولايمكن إلا الاتفاق معها، والاتفاق مع القرار.

لكن هذا الاتفاق يفسد فعلا للمباراة القضية، ويجعلها ناقصة طعم، وفاقدة مذاق، ولاتعبر نهائيا عن الصورة والمكانة التي وصلتها كرة القدم في مغربنا بفضل الإنجازات الرائعة والكبرى التي تحققت في السنوات الأخيرة.

لماذا هذا "الديكالاج" بين صورة كرة قدم مغربية تتألق إفريقيا وعالميا، ويصفق عليها الجميع داخل وخارج أرض الوطن، وبين صورة بئيسة عن دورينا المحلي تجعله حبيس ذلك الملعب في المحمدية، المسمى البشير ذي اللوحة الكبرى التي كتبت عليها كلمات، لم يعد يؤمن بها حتى ذلك الذي كتبها؟

أين المشكل ياقوم؟

المشكل "كاين"، وسيكذب، وسيكون منافقا، من سيحاول إقناعنا ألا إشكال إطلاقا، وأننا نتوهم فقط.

ويكفي أن نذكر هنا نقطتين لكي نقول لبعضنا البعض متفقين "كاين مشكل آلخوت": رئيس واحد من فريقي الديربي الآن متابع في حالة اعتقال في قضية تهز الرأي العام المغربي كله، وأول أمس الإثنين، أول أيام العام الجديد ياحسرة، حول محسوبون على الرجاء والوداد، حي سيدي البرنوصي في قلب الدار البيضاء إلى ساحة حرب حقيقية، وهم يعتقدون أنهم بإجرام غبي مثل هذا يناصرون الحمراء أو يساندون الخضراء.

يكفي ذكر الواقعتين لكي تطالب بنقل الديربي ليس فقط إلى "البشير"، بل إلى ملعب الشيخ لغضف "كاع"، أو لكي تراودك أفكار مجنونة أسوأ، ونترجى الشيخ تركي أن ينظم مباراة استعراضية في جدة والرياض ضمن الفعاليات الترفيهية التي تقام هناك، ويضمنها مباراة الديربي البيضاوي، وننهي هذا الإشكال.

ومنذ ابتدأت الكرة كما ترتكب في المغرب، ونحن نقولها، ولانتعب من قولها: بعض الاندية المغربية بمسيريها عالة حقيقية على الكرة في وطننا.

وبعض مسيري الكرة الذين أوصلوها إلى حالها المحلي الراهن يخوضون حربا حقيقيا ضد النجاح الكبير الذي يحققه المتميز فوزي لقجع على رأس الكرة المغربية قاريا وعالميا.

ويكفي أن تتذكروا أن البلد بأسره، قمة وقاعدة، كان منتشيا وفخورا وسعيدا بالإنجاز العالمي الذي تحقق السنة الماضية في قطر، وأن بعض هؤلاء الذين يفسدون ولايصلحون خرجوا لنا من العلم بقضية التذاكر البئيسة والمحزنة. وفرضوا علينا أن نتابع إساءاتهم الصغيرة للبلد وصورته بشكل مخز ومخجل حقا.

يكفي أن نقول لأنفسنا إن نهضة كرة القدم المغربية ستصبح شاملة حقا، حين سيتمكن كل نادي مغربي حقيقي من التخلص من عوائق التقدم والانطلاق، وحين يصبح التسيير الرياضي لفرق الكرة (وهو فعل خطير وحساس ومسؤولية كبرى) حكرا فقط على من يعلمون، لا شياعا يمكن أن يرتكبه أي كان، لهذا السبب أو لذاك، وبسبب هاته المصلحة أو تلك.

فقط عندما سنقتنع فعلا بهذا الأمر ستلعب مبارياتنا الكبرى بشكل عادي في ملاعب تليق بها، موجودة في بلادنا الآن، رغم إصلاحات الملاعب الأخرى، وبحضور جمهور مثقف وواع ومقتنع أنه قادم فقط لحضور مباراة في الكرة، وليس لخوض حرب ضد أعداء لايوجدون إلا في كل مخيلة مريضة.

"نلعبو فالبشير آسيدي، وفالويكلو"، في انتظار أيام أخرى أفضل...