بلغ السعار الجزائري أشده، بسبب الضربات المغربية الذكية والمتوالية، حتى خرج المبجل تبون يوم الإثنين الفارط لكي يقول لمن يريد الإنصات إليه إن "الجزائر لن تتخلي عن قضيتي فلسطين والصحراء الغربية"."الخاوة" الذي يمثل دور رئيس الجمهورية هناك، كشف عن وجه العسكر القبيح، وفضح العداوة المتجذرة تجاه المغرب، التي تحولت إلى عقيدة هناك، تجعل الممسكين بزمام الأمور، في ذلك البلد المسكين، قادرين على مقارنات بشعة وكاريكاتورية ومضحكة حد البكاء مثل هاته، بين قضية الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل دولة له قرب دولة إسرائيل منذ القديم، يعيش فيها بسلام بعيدا عن القتل والتطرف والإرهاب، وبين نزاع مفتعل صنعته الجزائر من البدء حتى المتم، وأنفقت عليه من مال شعبها بشكل غبي وبليد، منعها فقط من أن تستفيد من الخيرات الطبيعية التي حباها الله بها، وفرض على شعبها أن يعيش - رغم هذه الثروات الطبيعية الكثيرة - أن يعيش "الحكرة"، وأن يحلم بالهروب من بلاده، مثلما يقع في بلدان لاتتوفر على أي ثروات، أو على القليل منها.طبعا، الجميع يفهم سر الحمى التي أصابت تبون، بعدما سمع بالمبادرة الملكية المتفردة التي فتحت أبواب المحيط الأطلسي أمام دول الساحل، وبعدما رأى على امتداد كل الأيام والإسابيع الماضية العالم كله وهو يحج إلى المغرب في كل الميادين (قمم سياسية، اقتصادية، ثقافية، رياضية رفيعة المستوى)، فيما الحزائر تعيش عزلة التخبط في عقلية قديمة، هي سجينتها ولاتستطيع التخلي عنها، لأن من يحكمونها قرروا منذ اللحظة الأولى أن أول شرط للبقاء في السلطة هناك، هو إعلان العداء السافر المغرب، وإشهار عقيدة الكراهية ضد بلادنا أمام الجميع. طيب، ما الحل مع عناد جار السوء الغبي هذا؟لاحل، سوى مايقوم به المغرب بذكاء وترفع وحكمة وتحضر: تعزيز الشراكات في كل الميادين مع الأشقاء الحقيقيين، (الذين يؤكدون بالملموس أنهم إخوة لنا، وليس ضروريا أن يكونوا قربنا جغرافيا)، تقديم العروض المتنوعة والذكية للقارة الإفريقية التي يراهن عليها بلدنا من أجل الخروج من حال إلى حال، والتشبث طبعا بوحدة بلادنا الترابية، والتأكيد عليها اليوم وغدا وإلى آخر الأيام: لانقاش حول مغربية صحرائنا، ولاتفريط في حلة رمل واحدة من ترابها.وطبعا نترك بعدها للجزائر وحكامها هذه الخرجات الإعلامية المضحكة يقولون فيها الشيء ونقيضه، ويتورطون في مقارنات تضحك منهم عقلاء الناس في العالم أجمع، وكفى.