"نحن غير مرئيات" .. مغربيات في وضعية إعاقة ينتقدن التهميش

سكينة بنزين الجمعة 08 ديسمبر 2023
No Image

أحداث أنفو

" نحن غير مرئيات" بهذه الجملة المركزة والمعبرة، اختارت سميرة بختي، وهي الجمعوية المناضلة فوق كرسيها المتحرك، اختزال معاناة النساء ذوات الإعاقة، تزامنا والأيام الأممية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، التي اختارها المرصد المغربي للعنف ضد النساء، مناسبة لتقديم تقريره السنوي حول " العنف القائم على النوع الاجتماعي وصحة النساء والفتيات بالمغرب".

تأثير العنف على صحة النساء، من التداعيات غير الملتفت لها على الرغم من أولوياتها عند معالجة الأضرار الممتدة في الزمن نتيجة العنف الذي تتعرض له النساء، حيث تتعرض بعضهن لأمراض مزمنة كالسكري والضغط أو تلف في وظيفة بعض الأعضاء نتيجة التعنيف ، فما بالك لو كانت ضحية العنف تعاني مسبقا من إعاقة تعد مشكلا صحيا غير قابل للعلاج، ما يجعل المعاناة مضاعفة في حال تعرضت الضحية لعنف جسدي او نفسي إضافي، وهو ما سلطت عليه الضوء بختي التي تصدرت بكرسيها المتحرك قائمة الحاضرين خلال تقديم التقرير السنوي للمرصد المغربي، في محاولة منها على مدى سنوات بأن لا تخلف الموعد مع أي مناسبة من شأنها التعريف بمعاناة النساء ذوات الإعاقة اللواتي لا يلتفت لمعاناتهن ولا يراعى وضعهن الخاص المكرس لوضعية هشة بداية من الطفولة، حيث تحرم العديد منهن في حقهن في التعليم بسبب النظرة الدونية وغياب الولوجية التي تعقد الالتحاق بمقاعد الدراسة، ما يجعل الحياة بعدها أكثر صعوبة لفتيات بدون تعليم وبدون تكوين ينظر لهن المجتمع وكأنهن" عالة".

بختي استعرضت عددا من المشاكل التي تصادف النساء في وضعية إعاقة بعد التعرض للعنف سواء كان مؤسساتيا أو قانونيا او سياسيا أو اقتصاديا أو نفسيا مضاعفا، حيث تغيب الولوجيات بنسبة 83 في المائة بمراكز الاستماع والأمن والمستشفيات والمحاكم ... ما يعني أنهن غير حاضرات ضمن تفكير واضعي السياسيات، كما أن حضورهن غائب في التقارير والدراسات والأبحاث التي تعنى بقضايا النساء.

وحتى في حال تمكنت بعضهن من تحدي الظروف المحيطة بها، وقررت اسماع صوتها تصطدم بنظرة المجتمع والأفكار الجاهزة التي ترى فيهن عبئا داخل المراكز التي يفترض فيها أن تقدم لهن الدعم اللازم، واستعرضت بختي نماذج لنساء بإعاقة بصرية أو إعاقة في النطق رفض استقبالهن بحجة صعوبة التعاطي مع حالتهن، وأحيانا تجد الضحية نفسها مطالبة بأن تتكفل ماديا بخبير لإثبات تعرضها للعنف ما يشعرهن بخيبة الأمل وهن القادمات من بيئة هشة وفقيرة ما يدفعهن من جديد نحو الظل، مؤكدة على ضرورة الانتباه لهذه الفئة والتعامل مع حالاتها بعناية مضاعفة.