إذا كنا متأكدين حقا أن عدم تنظيم بلادنا لمونديال 2030،سيحسن وضعية قطاع التعليم، ووضعية الأساتذة فيه ومختلف المنتسبين إليه، فإننا جميعا سننضم إلى هاشتاغ#تعليم_الأجيال_قبل_المونديال.وإذا كنا متيقنين، تمام اليقين، بأن عدم الانخراط مع إسبانيا والبرتغال في التنظيم الكروي العالمي الراقي لهاته المنافسة، سيمكننا من إصلاح حال الأجيال الحالية، والأجيال التي تليها، فإننا لن نكتفي فقط بالمونديال، بل سنطالب بمقاطعة كرة القدم كلها، لا بل إننا سنقاطع كل الرياضات، ولتذهب لياقتنا الجماعية،التي لانتوفر عليها أصلا، إلى الجحيم.المشكلة هي أننا غير متأكدين من شيء، والمشكلة الأكبر هي أن الهاشتاغ المومأ إليه أعلاه يسيء لقضية ونضال رجال التعليم أكثر مما يحسن إليهما. هذا هاشتاغ يدل على ضيق أفق كبير، نبرئ منه إخوتنا في قطاع التعليم، الذين نعرفهم أنضج من هذاالمستوى بكثير، والذين نعبر لهم عن احترامنا لنضجهم بأفضل وأعظم طريقة ممكنة: هي أننا نسلمهم فلذات أكبادنا لكي يعلموهم، ولكي يعطوهم مفاتيح السير في هاته الحياة، ولكي ينيروا لهم عتمة الطريق.هذه أفضل طريقة للتعبير عن ثقتنا في الأساتذة، وعن احترامنا لهم، وعن إيماننا بكفاءتهم، وعن مساندتنا لمطالبهم المشروعة حين تكون مشروعة، وعن تأييدنا لقضاياهم العادلة حين تكون عادلة.لذلك يحق لنا أن نقول لهم في حكاية الربط بين المونديال وبين الأجيال أن من تورط منهم في هذا الهاشتاغغير الذكي كثيرا، لم يكن موفقا كثيرا، لئلا نقول بأنه فعلا (أبدع) في الإساءة لنضال الأساتذة، وأهدى معارضي هذا النضال الفرصة لكي يقولوا للجميع "أرأيتم ماقلنا لكم منذ البدء؟ إنه العبث فقط".هذه المقارنة التي جر هذا الهاشتاغ إليها إخوتنا لاتستقيم، وهي فعلا نتاج تفكير بسيط تذكرنا بسببه منكانوا يرفعون شعار "لا للتيجيفي"، و "آش خصك آلعريان؟ تيجيفي آمولاي"، ومن كانوا يرفعون شعارات مماثلة تخوفا من مشاريع عملاقة أنت بالخير كله للبلد، وتبريرهم دوما هو أن مال هذه الصفقات والمشاريع من الممكن أن يعطى مباشرة لهذه الفئة أو تلك، مع أن الأمر مستحيل، لأن مسار أموال هاته المشاريع هو غيرمسار الأموال التي يفترض أن تذهب إلى هاته الفئة أو تلك، وتدبرها وتدبر وجه صرف كل واحدة منها أمرمخالف تماما.لذلك، لامفر من قولها بصراحة: المطالب العادلة للأساتذة، الشعب كله يساندها.المغامرة بمستقبل العام الدراسي لأبنائنا بهدف لي ذراع الحكومة، الشعب كله يرفضها.الخلط بين أمور لارابط بينها إلا الشعبوية الفارغة، أمر الشعب كله يأبى أن يصدق أن عقلاء الأساتذة تورطوا فيه .البحث عن مخرج سريع وعادل ومنصف من هذا التصعيد المرفوض تماما، سواء أتى من الحكومة أو أتى من الأساتذة، ضرورة لابد منها، وفي أسرع وقت، والآن قبل الغد.بعض النضالات تكون عادلة إلى أن تشرع في التفكير في أمور أخرى غير ماحركها في البدء، أو ماقالت هي أولًا إنه محركها.عندما تزيغ عن السكة، وتريد أمورًا أخرى غير المصرح بها، تجد في مقدمة من يواجهها الشعب ذاته، بكل بساطة لأنه يرفض الخلط المعيب، ويعشق الصراحة ويحب دوما "اللي يجيه كود"، ويترك له الحق دون أن يكذب عليه في الاختيار بين مساندته، وبين اعتباره غير معني به على الإطلاق.لنعلم أجيالنا بضمير لكي تكون هاته الأجيال جاهزة سنة المونديال، و قادرة على استقبال العالم كله على أرضنا، وهي فخورة بمن علمها حسن الاستقبال، بكل أنواعه، وفي مقدمتها الاستقبال المعرفي الرفيع.