"نايضة" في "يوتوب" المغرب و "أدسنساته": دعونا نتفرج بهدوء !

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 09 نوفمبر 2023
No Image

نجحوا فقط في تنفير الكل من الكل، من الكتابة، ومن القراءة، ومن الصحافة، ومن السياسة، ومن الكرة، ومن الثقافة، ومن الاقتصاد، وقريبا من كل شيء.

في البدء، كنا نضحك، بل نقهقه لفرط بلاهتهم، وكنا نقول "لن يجدوا أبدا جمهورا، فالمغربي أذكى من كل هذابكثير".

بعدها شرعنا في الابتسام الحذر الصغير من كوارثهم، وطرح السؤال "أين يمكن أن يتوقف بهم الحمق؟".

في المرحلة الثالثة توقفنا عن التبسم نهائيا، وشرعنا نقول لبعضنا البعض "آهياتا...فين غاديين هاد الناس بهاد الشي؟".

الآن نحن في المرحلة الرابعة والأخيرة معهم: نلم متاعنا البسيط والقليل، نحرص على عدم نسيان أي شيء يهم هذا "الباكطاج"، لئلا نضطر للعودة مجددا من أجل تدارك مانسينا جمعه في المرة الأولى.

ننظف المكان جيدا، نتحسس أسواره وماتبقى من ذكرياته. نطفئ الضوء. نقفل الباب وراءنا، ونترك لهم المفتاح أسفل الباب، لكي يدخلوها مثلما دخلوها كل مرة، مرتدين كل الأحذية، أي (بسبابيطهم)، ومخرجين كل الأعين في الجميع، وصارخين بكل افتخار مجنون "الوقت وقتنا والزمن زمننا، فلنواصل هذا الحمق المدر للدخل، فلا أحد سيقول لأحد شيئا في نهاية المطاف".

لاندم على ترك الجمل بما حمل لهم، فهذه دورة الحياة، وهذا اختيارها الطبيعي وسنتها التي لن تجد لها تبديلا.

الشعب اختار، والشعب أراد، وطبعا أنتم تعرفون أن الشعب عندما يريد، يغنيها في الشعارات فتتحقق.

هذه المرة أراد الشعب هؤلاء، واعتبرهم هم الاختيار البديل. هل نقول للشعب لا؟

هل نستطيع أن نزعج الشعب، وهو الشعب، بكل ما في الكلمة من جموع وأغلبية وكثرة وقدرة على إسكات أي صوت صغير مخالف؟

قطعا لا. بل حاشا وكلا، و "اللي بغاها الشعب هي اللي تكون"، ونحن مجرد خدم صغار له نتحرك بنقرة منه أو إشارة صغيرة. لذلك لااعتراض.

وحتى بالنسبة الذين سيشرعون في خط البكائيات والندب والعويل، وتذكيرنا بما يسمونه، كاذبين "الزمن الجميل"، سنقول لهم بكل أدب وقح "إخرسوا، أيها المحترفون للكذب والنفاق.

إخرسوا، فأنتم كنتم أول من قفز من السفينة وهي لم تبدأ الغرق بعد، وأنتم اختبأتم في نظم القصائد الركيكة التي لاشعر فيها، وارتكاب الروايات التي لايعرف أحد من أقنعكم بكتابتها، وفي زيارة معارض التشكيل وأنتم لاتملكون عينا قادرة على الإبصار، وفي الحديث ليلا حول قارورة أحمر عتيق، أو حول سجادة صلاة، عن تدهور الوضع وعن طوفان الرداءة وعن بقية الأكاذيب التي تقولونها لأنفسكم فقط لكي تنيموا الضمير الذي يذكركم دوما أنكم السبب الأول في كل ماحصل، وأنكم من فتح باب الدرج أولًا وطلب من الكل تجريب النزول ببطء، سوى أن النزول كان سريعا جدا، وتجاوز الوصول إلى القعر بالحفر الدائم تنقيبا عن قعر وعن حضيض أكثر انحدارا".

لذلك إخرسوا فقط، وواصلوا الهروب والتخفي بكل (شجاعة)، ودعونا نحن نقتعد مكاننا في الصفوف الأولى من القاعة، محملين بما يكفي من "البوب كورن"، لكي نواصل الفرجة على هذا الحمق العجيب الذي يبدو أنه بلا حدود، والذي يتيح للمرء أن يملأ فراغه ووقت هذا الفراغ، أي يومه كله بليله ونهاره، بالبحلقة العربية اللطيفة في كل هذا الدمار المضحك، وهو يحقق ذاته العليلة بهاته الطرق، وعبر هاته الارتكابات.

دعونا نتفرج ياقوم في هدوء، أو مثلما نقولها دوما ولاأحد يريد سماعها "هنيونا"، فالمزيد من الحمق قادم، ونحن لانريد إضاعة أي لقطة من (مهرجان المهابيل) القائم هذا.