يضع قربه كفايته من "البوب كورن"، أو "الزريعة". يعدل الجلسة جيدا لكي تكون مريحة. يطلب من الصغارعدم الصراخ لكي ينصت جيدا للأرقام، لكي يشاهد جيدا صور الدمار، لكي يتملى طويلا، وبهدوء في الجثث.
يتفرج طويلا، بل أطول منا يمكن تصوره، وفي الختام يسأل الزوجة إن كانت قد انتهت من إعداد العشاء، قبلالنبس بكلمات تضامن مع هاته الجهة، وكلمات تشف في الجهة الأخرى، مع الاستعداد لإتمام الفرجة الدامية إلى أن ينام.
منصة مشاهدته؟
قنوات تحررت من معنى القنوات. أو بالأحرى أصبحت قنوات صرف دموي، تقدم الصور مثلما تأتيها ،ولايعنيها أن تتضمن تلك الصور مشاهد قاصرين مذبوحين، أو مسنين مختطفين، أو جثثا تتعرض للرفس والركل والبصق.
الأهم هنا هو استعادة الجمهور الذي يهرب من هاته القنوات حين الهدوء، وحين تكون الأمور عادية، ولايتذكروجودها إلا في لحظات الموت والدم والإرهاب والقتل.
في زمن آخر، كانت هذه القنوات تحمل لقب "صندوق بريد القاعدة وبن لادن".
فيما بعد أصبح إسمها "صندوق بريد داعش والبغدادي".
اليوم ليس صعبا التعرف على إسمها الجديد، بل ليس صعبا التعرف على إسمها المقبل، لأنها بالتأكيدستواصل التوصل بصور القتل من أي جهة قادرة عليه، اليوم، وغدا وإلى انتهاء كل الأيام.
لايمكن لوم جمهور القتل ولايمكن لوم قنوات هاته الفرجة الدامية. هما معا نتاج كثير من الأشياء التي يصعب حصرها الآن. وهما معا لايمكن أن تناقشهما في أي شيء.
ردهما جاهز وحاضر دوما وأبدا: التخوين.
يجب هنا أن نفهم أن النقاش غير مسموح به لدى هذا الجمهور ولدى قنواته. الشيء الوحيد المتاح هوتحريك الرأس صعودا ونزولا، مثل ذلك الشيء الجميل الذي تضعه أمامك في السيارة، مجسما لكلب صغيريحرك الرأس مع حركة العربة.
قل "آمين"، واخرس، وإذا كان لديك رأي آخر غير رأي جمهور القتل وقنواته، يمكنك أن تضعه حيث نفكر.
وإذا ما أصبت ببعض من جنون أو حمق، وقلت لنفسك "وماذا لو قلت لجمهور هاته القنوات أنا غير متفق معكم في هاته وهاته وتلك أيضا"، سوف تسمع "من المنقي خيارو"، وسوف تجد نفسك خائنا ومهرولا غيرقادر على الجري، ومندسا وسط الأمة، وضحية كل المزايدات التي تتخيلها، والأخرى التي لايمكن أن تخطر ام على بال.
ما العمل إذن؟
السير سير هاته القنوات وجمهورها: اقتناء قدر كبير من "البوب كورن"، أو "الزريعة"، ارتداء نظارات ال“3D" لكي تكون المشاهد الأليمة أوضح وأكثر فرجوية وإدهاشا، الانخراط في الفرجة الجماعية أنت أيضاعلى القتل، ولم لا في ختامها النبس بعبارات تضامن مع هاته الجهة، وعبارات تشف في حق الجهة الأخرى، وانتظار انتهاء الموسم الجديد من السلسلة الدامية على منصات المشاهدة الخاصة من نوعها التي لايمكنك- وإن كنت أكبر خبراء الإعلام - أن تفهم مع من هي تشتغل ولصالح من هي تلعب بالتحديد.
فرجة ممتعة "آلخوت".