بين اليقظة والمنام كنا ليلة الأربعاء، ونحن نسمع ملك البلاد يزف لنا البشرى: المغرب سيحتضن كأس العالم2030.
وربما لايعرفها من أتوا بعدنا والصغار سنا، لكننا نحن الجيل الوسط، والجيل الذي سبقنا عشنا هذا الترشيح المغربي لتنظيم المونديال، مثل مسلسل حالم كان يداعب الأعين منا دوما، وحين كنا نقترب من إلقاءالقبض عليه، كنا نستفيق، وفي عمق الحلق مرارة لامثيل لها، وفي القلب انقباض حزين، وندم شديد، وكثير دموع.
ولأننا مغاربة، ولأننا شعب التحدي، فقد كنا نجد كل مرة القوة والشجاعة لكي ننهض من جديد، ولكي نخبرالعالم أننا متمسكون باحتضانه هو و كأسه، متى أراد ذلك، ومتى أسعفه الذكاء لكي يؤمن بهذا الشعب المؤمن بنفسه وقدراته، مهما قال المشككون العكس.
وعندما فزنا منذ أيام بشرف احتضان كأس إفريقيا 2025، وسمعنا نواحا أو شيئا كالعويل، قادما من الشرق الغيور الموضوع قربنا فقط لكي يعرف العالم مع من حشرنا الله في الجوار، قلنا لأهلنا "لاتهتموا بالفحيح الميت الذي تسمعونه، ولاتقارنوا المغرب بالأسوأ، نحن نطمح للأفضل، وللمقارنة بالأحسن، وهذه الكأس القارية ستكون إن شاء الله أفضل بطاقة تعريف يقدمها المغرب للعالم كله قبيل مونديال 2030 الذي تقول كل المؤشرات العاقلة إننا سنحتضنه".
وكذلك كان.
هذا الحلم الذي راودنا باستمرار، واستطعنا رغم العراقيل التمسك به، والتشبث بتفاصيله هو الآن ملك لنا.
هذا الحلم المغربي، حلمنا، هو بين الأيدي الآن، ودورنا جميعا هو أن نحسن استقباله. وأن نؤكد له بالملموس أننا لم نخطئ يوم صارحناه بحبنا، ويوم قلنا "مرحبا بك في مملكة الأنوار، في البلد الذي يحول ملكه وشعبه الأحلام إلى حقيقة".
سنستيقظ الآن فقط لكي نشتغل بجد، في كل الميادين، لكي ينجح هذا الحلم المغربي نجاحا استثنائيا وباهرا، وسنواصل بابتسامتنا الجماعية الصادقة التي علت وجه كل مغربية وكل مغربي مع سماع البشرى الملكية يوم الأربعاء، القسم لمنبت الأحرار أنه سيظل دوما البلد الذي تشرق منه كل الأنوار.