يمني يكتب: الرؤية الملكية تضع المغرب في مكانته الحقيقية

عبد الغني يمني- أستاذ الاقتصاد و خبير السياسات العمومية الخميس 05 أكتوبر 2023
No Image



إن قرار المجلس الإداري للفيفا بمنح شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم في سنة 2030، للمغرب وإسبانيا والبرتغال، لمصدر فخر واعتزاز للمملكة ولإفريقيا والعالم العربي الإسلامي، بل لكل الدول الأورو متوسطية ولسياسة الجوار البناءة التي ينهجها المغرب في شراكته مع الاتحاد الأوروبي ومع كل دول العالم المؤمنة باتباع نهج متماسك، تشاركي ومنصف لبناء علاقات جديدة، وغير تمييزية بين الشمال والجنوب، تحت شعار "رابح+رابح".

شرف تنظيم كأس العالم، قبل ذلك هو بمثابة تتويج لأزيد من 20 سنة من البناء والتشييد والإصلاح تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. نحن كشعب محظوظون بما قدمه الملك المواطن، المحب لبلده وشعبه. الملك محمد السادس أعاد المغرب إلى التاريخ وأعاد للمغاربة أمجادهم.

الملك محمد السادس أعاد للعلم المغربي ولجواز السفر المغربي وللمواطن المغربي هيبته، كما أيقظ شعورا وطنيا كان دفين مخلفات الاستعمار والتبعية والتذبذب الاقتصادي والتكنولوجي.

هذا الشعور الوطني القوي، بات محطة إشادة من طرف العالم. تجلى ذلك خلال أزمة كورونا عندما أظهر الملك وشعبه صمودا وتضامنا، بل وسيادة متعددة الأطراف. نتذكر أيضا فاجعة ريان، عندما حرك المغرب تحت قيادة ملكه الجبال من أجل إنقاذ هذا الطفل رحمه الله.

وجاءت الأفراح في سنة 2022 في مونديال قطر لكرة القدم، عندما كتب المنتخب المغربي التاريخ بأحرف من ذهب، كأول بلد مسلم وعربي وإفريقي يتأهل إلى النصف النهائي، ليتوج ذلك باستقبال الملك للاعبين وأمهاتهم في صورة تعبر عن ثقافة وعراقة الأصل والكياسة التي نستلهمها من أمهاتنا.

عراقة الأصل، ستتجلى كذلك خلال فاجعة الزلزال الأخير وكيف هب المغاربة هبة رجل واحد من طنجة إلى لكويرة، تحت قيادة ملكهم من أجل التضامن بالدم والغذاء والغطاء والمال مع إخوانهم المتضررين.

نحن شعب عريق بروافد متعددة. هناك الرافد الأمازيغي والعربي والإفريقي والأوروبي. تاريخيا وكدولة عظمى ربطنا علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول، وإلى عهد ليس بالبعيد جدا، كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1777، وها هو التاريخ يعيد نفسه، إذ لا غرابة في أن تعترف هذه الدولة العظمى اليوم بمغربية الصحراء.

المملكة المغربية تؤكد اليوم أنه ليس بالجغرافية وحدها لا تؤسس الأمم، لكن هناك ثقل التاريخ الذي يقدس محيط الجغرافيا. 1200 سنة من التاريخ تجعل المملكة المغربية مع اليابان من أقدم الدول في العالم.