بلمقدم:"إصلاح سيتي" تسهل على البيضاويين تقديم شكاياتهم وتستثمر الذكاء الاصطناعي في تحديد أولويات المدينة الذكية

الثلاثاء 03 أكتوبر 2023
No Image

أحداث أنفو – حاورته سكينة بنزين

رؤية شبابية مبتكرة أطلقاها "المعهد الوطني للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة"، هدفها ردم الهوة بين المواطن ومدبري الشأن العام، في إطار رقمي يعفي المشتكي من تعقيدات التواصل مع الجهات الساهرة على إصلاح أعطاب العاصمة الاقتصادية، عبر منصة "إصلاح سيتي"

المبادرة التي سهر عليها شباب المعهد، تشكل دفعة لورش المدينة الذكية، وفرصة لمراقبة مدى فعالية تدخلات المسؤولين وسرعة التجاوب مع المواطنين في إطار من الشفافية، إلى جانب استثمار معطى الذكاء الاصطناعي لتجاوز حصر الشكايات نحو وضع تصورات دقيقة ومضبوطة للملفات ذات الأولية.

في الحوار التالي، يقربنا عبد اللطيف بلمقدم، رئيس المعهد الوطني للابتكار والتكنلوجيا المتقدمة، من فكرة المنصة وأهدافها وطرق استفادة المواطن كما المسؤولين منها، إلى جانب المكاسب التي يمكن جنيها من حجم البيانات التي ستتغدى عليها انطلاقا من مشاركة المواطنين.

ما هي الأسباب التي دفعتكم للتفكير في إنشاء هذه المنصة؟

من بين الأسباب الرئيسية التي دفعتنا داخل المعهد الوطني للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة؛ إلى التفكير في إنشاء المنصة هو تمكين المواطنين من المشاركة بفعالية في تحسين جودة مدينتهم الدارالبيضاء، بحيث توفر المنصة آلية للمواطنين للإبلاغ عن المشاكل مثل الحفر أو الكتابة على الجدران أو أضواء الشوارع المكسورة والأماكن التي تم تخريبها مباشرة إلى المجالس المنتخبة، مما يجعلهم مساهمين نشطين في تحسين أحيائهم.

من بين الدوافع أيضا لإنشاء هذه المنصة، هو العمل على تعزيز الشفافية والمساءلة في تبني الحكامة الجيدة محليا والمساهمة في إطار الديمقراطية التشاركية التي نص عليها الدستور. بحيث أنه من خلال التوثيق العلني للمشاكل المبلغ عنها وحلولها، فإنها تحمل المجالس المنتخبة مسؤولية معالجة هذه المشاكل، في إطار المشاركة المواطنة والفاعلة للمواطنات والمواطنين.

دون أن ننسى السياق الأهم المتمثل في توجه المدينة نحو التطور العمراني والتكنولوجي، مما يجعها لزاما تدخل نحو خانة المدن الذكية. وهنا لابد من الوقوف والتأكيد على ضرورة توحيد الجهود من أجل إنجاح هذا الورش المفتوح لمدينة الدارالبيضاء جماعيا منتخبين ومجتمع مدني وفاعلين وكل فئات المجتمع.

ما هي الخدمات التي تقدمها هذه المنصة وما الإضافة التي يمكن أن تشكلها للمواطن ومدبري الشأن المحلي على حد سواء؟

توفر منصة www.islah.city العديد من الخدمات للمواطنين ومديري الشأن المحلي بحيث تقدم المنصة خدمة تمكين المواطنين من الإبلاغ عن المشاكل مثل الحفر الطرقية، والإنارة العامة المعطلة، والقمامة المتراكمة، والأمور الأخرى المتعلقة بالبنية التحتية.. بالإضافة الى ذلك تساهم المنصة في تعزيز التفاعل بين المواطنين والمجالس المحلية، مما يؤدي إلى تحسين استجابة المسؤوليين لمشاكل المدينة.

تعمل كذلك على توفير البيانات والتقارير التي يتم جمعها على المنصة لمدبري الشأن المحلي مما يجعلها مصدرًا قيمًا لتحديد الأولويات وتحسين إدارة المشاريع الحضرية للمدينة وذات أولوية.

من بين أهم المميزات داخل المنصة هو التكامل مع نظم المعلومات الجغرافية بحيث ان النظام الأساسي للمنصة معزز ب GPS العالي الدقة، مما يساعد المجالس المنتخبة على تحديد المشاكل بدقة أكبر.

يؤدي توفير تحديثات في الوقت الفعلي للمواطنين حول حالة المشاكل المبلغ عنها إلى تحسين الشفافية والمشاركة في الحياة العامة، كذلك تعمل على مواكبة المشكلة المبلغ عنها بشكل دوري لكلا الطرفين عبر الاشعارات التي يتوصل بها المواطنات والمواطنين والمجالس المنتخبة الى حين اصلاح المشكل.

هل تعتقدون أن التكنولوجيا ستكون قادرة على تجاوز عقدة التواصل بين المواطن والمنتخبين؟

في نظرنا نرى أن قوة التكنولوجيا اليوم واضحة في جميع المجالات، والمغرب انخرط بشكل كبير في تحديث جميع قطاعاته الحيوية التي تهم علاقته مع المواطنات والمواطنين، وإنجاح تجربة التواصل الفعال بين المواطنات والمواطنين والمجالس المنتخبة تتجلى في الرغبة على التفاعل والتطوير والإصلاح من جانب المجالس المنتخبة، وهذا بحد ذاته تحد كبير، نعتقد أن المجالس المنتخبة تحاول بذل جهد في تعزيز الثقة بينها وبين المواطنات والمواطنين. ولكن لابد من إشراك طرف ثالث وهو المجتمع المدني الذي هو ركيزة أساسية في مسلسل الحوار والتواصل.

إلى أي حد يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحيين التقارير وتحديد الأوليات التي يجب الاشتغال عليها في التدبير المحلي؟

يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك التقارير المقدمة من المواطنين من خلال البيانات، بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المجالس المحلية على تحديد أولويات القضايا التي تتطلب اهتمامًا فوريًا بناءً على عوامل مثل التكرار أو الخطورة أو التركيز الجغرافي.

تعمل الخوارزميات المبرمجة على معالجة وفهم محتوى التقارير، بما في ذلك البيانات النصية غير المنظمة. يتيح ذلك التصنيف الآلي للقضايا، وتحليل المشاعر، واستخراج المعلومات الأساسية، وتبسيط عملية إعداد التقارير.

مما يساعد في عملية التنبؤ بالمشاكل والقضايا المستقبلية بناءً على البيانات السابقة. على سبيل المثال، يمكنه التنبؤ مستقبلا في حالة منطقة جغرافية تتعرض بشكل دائم الى التلف على مستوى البنية التحتية، من خلال التقارير التي ينتجها الذكاء الاصطناعي إلى أنه في حالة نزول كمية معينة مثلا من الأمطار فقد تسبب مشكلا كبيرا في تلك المنطقة بالإضافة إلى أرقام تعزز من موثوقية التقرير المنتج. مما يساعد المسؤولين على معالجة هذه التحديات بشكل استباقي. يمكن للمسؤولين المحليين استخدام هذه التصورات للحصول على نظرة مستقبلية لاحتياجات المجتمع.

تظهر معطيات الموقع أنه تم لحد الساعة الإشارة إلى 136 مشكلة، تم التعامل مع 11 منها، كيف ترون هذا الرقم، وما هي طبيعة المشاكل التي يتم التبليغ عنها؟

نعم منذ اطلاقها الرسمي بتاريخ 23 شتنبر 2023 بعد تجاوزها المرحلة التجريبية بنجاح، نتوصل أسبوعيا بما يزيد عن 100 شكاية التي تهم إصلاح الشأن العمومي، المرتبطة بمشاكل محلية صرفة كإصلاح الطرق، النفايات، الانارة العمومية وغيرها..

لحد الان لا زلنا لم نقم بالترويج الكافي للمنصة خوفا من تلقي عدد كبير من الشكايات دون إصلاحها، وذلك راجع لضعف التفاعل مع تفاعل المجالس المنتخبة مع المشاكل المقدمة من طرف المواطنات والمواطنين داخل www.islah.city .

نتطلع الى عقد شراكة مواطنة مع مجلس مدينة الدارالبيضاء ومجالس المقاطعات بالمدينة حتى نتمكن من رفع إيقاع المنصة وكذا تمكين جميع المواطنين من تقديم الشكايات.

أود الإشارة الى نقطة مهمة وهو أن المنصة مجانية للطرفين للمواطنات والمواطنين والمجالس المنتخبة والمعهد الوطني للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة يسهر على توفير الموارد اللازمة لذلك. نفس التجربة سبق اعتمادها بكل من بلدية بروكسيل وبلدية باريس بملايين الاورو من أجل تحسين التواصل مع المواطنات والمواطنين.

وهي اليوم متاحة بثلاثة لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية)، ومستقبلا سيتم نشر الأمازيغية لتوسيع نطاق التفاعل مع كل المواطنين بناء على اللغة التي يختارونها، مع الإشارة أن اللغة تتغير تلقائيًا وفقًا للغة المتصفح الخاص بك، بحيث أنه إذا كنت تريد الوصول يدويًا إلى لغة معينة، يمكنك الانتقال إليها عبر تغيير اسم اللغة

https://ar.islah.city

https://fr.islah.city

https://en.islah.city