انسحاب وروايات !

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 29 سبتمبر 2023
No Image

انسحبت الجزائر من السباق حول تنظيم كأس إفريقيا 2025، تضامنا مع المغرب بعد الزلزال الذي أصابه، وقررت القيادة العسكرية هناك، مشكورة، أن تقوم بهذا الانسحاب غير التكتيكي إطلاقا، لكي تعبر عن شكل من أشكال التضامن مع بلادنا، وهذه رواية، صدقوها أو كذبوها، ذلك شأنكم.

هناك رواية أخرى تقول إن بلد المليون ونصف مليون شهيد انسحب من المعركة الضارية حول تنظيم المنافسة القارية الأرقى كرويا في القارة، تنزيلا للشعار الخالد الشهير، الذي لم نر له أثرا على أرض الواقع يوما من الجهة الأخرى الأخرى "خاوة خاوة".

أحدهم قال لهم هناك، "لنقلب (الطاوة) على الجميع، ولننس أفعال (راوراوة) الذي كان يرأس الاتحادية الجزائرية ذات زمان، وياما استفاد من حياتو والطبقة، ولنفاجئ "الأحبة" المغاربة بهذا التصرف الحضاري والرائع والجميل، وهذه أيضا رواية ثانية عما وقع في قاهرة المعز قبل عملية الهروب الكبير التي قام بهاالجزائريون من انتخابات التصويت على احتضان الكان2025.

هناك رواية ثالثة وصلتنا من مصادرنا غير الموثوقة بالمرة، وهذه المرة من قلب العاصمة القطرية الدوحة، تقول إن طيب الذكر والسيرة، جميل الخلق والخلق، وآخر المعلقين الرياضيين المحترمين في الكون حفيظ الدراجي،وشهرته "هولالا" و "بابابا"، و "غيرهم كثير" في عالم التعليق على الكرة، قد رأى في المنام، هناك في مخدع "بي إين سبورت"، حيث يصرخ على المباريات، أن هذا الترشيح لاستضافة "الكان" لاخير فيه، فهاتف رئيس الاتحادية السابق "جهيد زفيزف"، ورئيس الاتحادية الحالي "وليد صادي"، وناشدهما باسم دماء الشهداء، وبالرأس الغالية لخديجة بن قنة زميلته في كل شيءٍ أن يسحبا الترشيح، وكذلك كان، حيث غنى الثلاثة "قسما" في الهاتف، وافترق الجميع، وهم يصرخون بحماسة منقطعة النظير "عاش تبون، عاش ملعب نلسون مانديلا العظيم، وعاش الجميع".

الرواية الأخرى اللطيفة والرومانسية تقول في تفسير هذا الانسحاب إن الشقيقة الجزائر أرادت التعبير عن دعمها الكامل والشامل واللامشروط لملف الترشيح المغربي (رفقة إسبانيا والبرتغال) لاحتضان مونديال2030، وأنها قالت بأن أفضل طريقة لهذا الدعم هي الانسحاب غير التكتيكي هذا من أجل أن تعبر من خلاله للعالم أجمع أنها وراء المغرب "قلبا وقالبا"، وذلك عهدنا بها منذ زمن الوجه الوسيم، الذي كلما رأينا سحنته استبشرنا خيرا يوخروبة، أو من كان يحمل من الأسماء لقب الهواري بومدين، وحتى القيادات الحالية التي لاتختلف عنه في جمال الإسم والشكل والتصرفات.

ولعمري تلك حركة حضارية رائعة من "الخاوة القادمين من شرق المملكة"، وجميل جديد ينضاف لسلسلة "أعمال الخير"، و "رسائل الحب والمودة"، التي تصلنا من هناك، يجب أن نتذكرها، وألا ننساها، وأن نضعها في الرف المقابل لنا قرب بقية الأفعال الأخرى وعلى رأسها حلم الجزائر في شق هذا البلد الأمين، وزرع كيان انفصالي على أرضه لوجه الله ووجه الحقد ووجه المجانية الفارغة، والعداء الأكثر فراغا منها.

في كل الحالات نحن نصدق هذه الروايات كلها، ونكذب رواية وحيدة، هي تلك التي تقول إن هاتفا أتى من المرادية (قصر الرئاسة) إلى القاهرة قال لوفد الجزائر، قبيل تصويت "الكاف" باثنين وسبعين ساعة إن "الجزائر ستنال صوتها فقط لو ترشحت ضد المغرب، وأن كل أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة في إفريقيا متفقون على أنملف المغرب هو الأقوى والأفضل والأكثر اكتمالا، لذلك انفذوا بجلدكم ياقوم، فلا حمل لنا بفضيحة مثل هاته أمام (المروك)".

هذه الرواية تبدو، لي أنا على الأقل، ضعيفة ومستبعدة ولاسند لها وفيها ضعف في "العنعنات"، ولاتتناسب مع حب الجزائر لنا، عكس الروايات الأخرى الرومانسية والضاحكة حول انسحاب غير تكتيكي أضافته (القوة الضاربة) لسلسلة الضربات القاتلة التي توجهها لنفسها بسبب الجهل وعمى البصيرة، وكل هاته الغيرة المرضية التي قررت أن تجعلها مع كراهيتنا عقيدة تسيير البلاد والعباد هناك .

واللهم لا اعتراض، واللهم لك الحمد، واللهم لاشماتة بطبيعة الحال "آلخاوة".