صالون التشفي !

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 27 سبتمبر 2023
No Image

بالنسبة لهؤلاء الذين يقولون لنا إن الله عاقب أهلنا المساكين في حوز المغرب، حين سلط عليهم بسبب ذنوبهم آيته الربانية، الزلزال، في تلك الجمعة الأليمة، لابد من بعض كلام.

هؤلاء قوم لم يفهموا من دين الرحمة، (الذي بعث).

وهؤلاء قوم، رغم ظاهرهم الديني المبني على قشور اللحية والثوب القديم، والحديث إلى الناس بلغة المتفيقهين، أناس بعيدون تماما عن جوهر الدين.

وهؤلاء قوم في المرحلة الثالثة من الكلام، يمثلون دور المصلح، وهم مفسدون، ويلعبون شخصية الغيور على البلاد والعباد، وهم فقط يغارون من الحياة، ويكرهون القادرين على العيش، ويمقتون رؤية "عباد الله" وهم في دعة وأمان.

وعندما تأتي هاته الفرية من القول والفعل من تائه فردي لوحده، أو من مكبوت معقد طيلة حياته من عائلته الصغرى والكبرى، أو من مريض نفساني، يدعو له الناس منذ البدء بالشفاء، نقول لابأس، ونتجاوز، ونغض البصر ونمضي.

لكن عندما يرتكب حزب كان يسير البلاد، ويتولى شؤون العباد لمدة عشر سنوات كاملة هذا الفحش في الكلام والتفكير ، هنا سنتوقف قليلا، وسنتحدث كثيرا، لأن الأمر خطير، ويؤكد لنا مجددا ماقلناه عن هذا الحزب، وأمثاله من التنظيمات السرطانية التي لم تستح من الله ومن عباده يوما، وقررت سرقة الإسلام كله لكي تمتهن به التهريب الديني، بعد أن اكتشفت أن الدين الذين نريد به، نحن المسلمون العاديون، وجه الله ودخول الجنة والعتق من النار، صالح لها لكي تريد به هي وجه المناصب والمصالح، ودخول الحكومة والبرلمان وبقية المجالس، والعتق من الفقر (المادي والمعنوي) الذي ولدت وتربت فيه.

هاته التنظيمات المتطرفة التي استولت على ديننا، وأسمت نفسها (إسلامية) دون بقية المسلمين، وادعت أنها تريد نشر الإسلام في بلاد الإسلام مجددا (لاتخرج قبل أن اقول سبحان الله)، هي التي تتشفى في شعبنا الفقير المؤمن إيمانًا فطريا قريبا إلى الله حقا، وهي التي تقول لنا - بشماتة خبيثة - (ربي عطاكم على قد فعايلكم)، وهي التي وجدت من قلب صالون حقدها على الجميع وعطالتها المؤدى عنها من مال الجميع، الوقت والجهد الكافيين، لكي تخبرنا - أسبوعين فقط بعد الزلزال الأليم الذي أخذ منا من وما أخذ (رحم الله الجميع) - بكل خبث وبكل تجرد من الإنسانية وابتعاد عن جوهر الدين الحق، بأن سبب زلزال الحوز هو كثرة المعاصي والفتن.

كيف تشرح لفقيه مشارط في الدوار هناك أمضى العمر في تدريس كتاب الله، أو لامرأة من أسني لاتفوت فرضا واحدا، أو لشاب من دوار إيغيل، حاضر في صلاة الجماعة يوميا خمس مرات في المسجد، أو لصغيرة من مولاي ابراهيم لم تبلغ الحلم بعد، أو لصغير من مراكش أو تارودانت لازال يتهجى "الحمد لله"، بجهد جهيد ، أن حزب "مول الصالون" يعتقد جازما بأن الله سبحانه وتعالى (الرحمان الرحيم) قد قرر معاقبتهم تلك الجمعة بسبب معاصيهم والفتن؟

اشرح فقط هاته لناسنا البسطاء المؤمنين حقا هناك، وبعدها فقط قد يكون للحديث مع قوم التشفي والشماتة هؤلاء معنى...

سقطت مجددا إلى حضيض جديد، "آمول الصالون"، ونحن الذين كنا نعتقدك قد بلغت قاع القاع، ولم يعدأمامك متسع إلا لبعض من صعود.

سقطت مجددا، وتلك عادتك، وذلك ديدنك، ولا اعتراض على ما أراد الله بك، فلعله سبحانه وتعالى، يمتحننا - نحن المغاربة - عبرك وعبر أمثالك، وينقينا من الذنوب، ويخفف عنا من السيئات، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم حقا.