معاصي الحوز التي لا يراها إلا ابن كيران

سكينة بنزين الثلاثاء 26 سبتمبر 2023
No Image

أحداث أنفو

لا أحد يمكنه أن يخمن طبيعة معاصي دواوير الحوز التي تفوقت على معاصي عواصم الرذيلة العالمية في مخيلة السيد عبد الإله ابن كيران، حتى استحقت أن يدكها الزلزال دكا في خطوة ثأر سماوي، حين ربط الرجل في بلاغ حزبي وليس مجرد زلة لسان عابرة، الزلزال بالعقاب الرباني، كإشارة لنا ترجعنا لله بعد البعد عنه بسبب المعاصي الفردية والسياسية.

كلام سيد المصباح ، يبرهن حقا أنه في محاولة لتمرير رسائل مشفرة متوارية خلف التضامن مع مواطني المغرب المنسي، تفلتت منه أبجديات المواساة المنسية، و أخلاق الإسلام المنسي له لحظة كتابة البلاغ، وإن كان هو الذي لا يمل من تذكير إخوانه في الحزب الذين هم إخواننا في الدين والوطن ، بالمرجعية الإسلامية في كل لقاء و اجتماع و إطلالة فيبسبوكية، ما خلف سيلا من الأسئلة الفضولية عن طبيعة المعاصي التي لا يراها إلا ابن كيران المتعثر في "معاصيه السياسية " والعهدة عليه.

وفي الحقيقة محاولة اكتشاف ما يغضب الرب هناك خلف التضاريس الوعرة، أمر لا يتأتى لكن من هب ودب، يحتاج الأمر أن تتلبسك روح السيد بنكيران، ومخيلته القشيبة على مقاس جلبابه وقندورته، بعدها قد يبدو لك المشهد مفزعا عند الوقوف على ذلك الكم الهائل من معاصي فهمنا معها أخيرا لماذا يتمسك أهل الجبل بجبالهم رغم وعورتها وقساوة بردها وثلجها وخروجها عن خط الزمن، لما تحققه لهم من متع وملذات لا نعلم عنها شيئا نحن عصاة السفح والمدن ... وبعين بنكيران اكتشفنا بعد أن وثقت الكاميرات حجم الدمار، عشرات الكازينوهات الطينية، والعلب الليلية القصبية، و أوكارا بين شقوق الجبال.

شاهدنا لأول مرة عروضا تخدش الحياء لنساء يمتطين البغال، وأخريات تنحني ظهورهن تحت أكوام الحطب، بينما تشققت أقدام أخريات من القفز رقصا في حفلات ماجنة.

وبلغت المعاصي حدا فاق المعقول، حين أعلنت المتمردات تشبههن بالرجال بكل الوقاحة الممكنة وهن يشهرن ايديهن الخشنة الشاهدة على المشاركة اليومية في حياة ماجنة شقية تتصيد لقمة عيش متمنعة.

ولأن المرأة أصل الشرور .. كل الشرور، فكل ما تصيدته أعيننا ونحن نكتشف الحوز بعين بنكيران، تدل أنهن صانعات معصية بامتياز وبطريقة مبتكرة، حتى إن الواحدة منهن والعياذ بالله، تمثل دور الحامل لتقديم عرضها الماجن فوق اكتاف الرجال، لتغويهن وهي تتمدد على محمل الأموات ، بينما تقطع اخريات كيلومترات ليهربن ماء القرى ويدفنه في الجبال ليدفعوا ازواجهن نحو المدن حتى يتفرغن للمعاصي، قبل ان تنفجر الجبال عيونا طالبة من الرجال الرجوع، بينما تبدع الأمهات كما البنات، في إنتاج أقراص خبز مهلوسة، توهمك بالشبع والقوة الخارقة على مواجهة يومك بالكثير من الرضا.

وحتى ذلك المشهد الذي شد العالم لنساء حملن على ظهورهن ثقل الحجر لبناء بيت الله في قمة من قمم المغرب المنسي، لو تمعنت فيه بعين ابن كيران، لعلمت أنه مجرد عرض تمويهي لتشتيت الانتباه بعد أن عرفت النسوة أن ابن كيران كشف سرهن، لكن مكرهن كان عظيما وعتمن على المعاصي وهن يقضمن اصابعهن من الغيظ متسائلات : كيف لرجل من أقصى المدينة أن يكشف سر معاصي أهل القمم.

رؤية العالم بعين ابن كيران ممتعة، لكنها مرهقة ككل الرؤى التي تدس فيها أوراق الدين مع السياسة والعلوم البحثة، للخروج بتوليفات تتقول على الله ما لم يقل، وتجعل الناس في مواجهة مقيتة مع قراءة مغلوطة لأقدار الله التي نؤمن بشرها كما خيرها، دون أن نسقط عليها قراءات قد يحسبها البعض من الدين .. وما هي من الدين