أحداث أنفو
"الأرض تشهد انهيارا مناخيا". عبارة ثقيلة لا لبس فيها أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة،أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء 6 شتنبر 2023، بناء على البيانات التي رصدت تغيرات شاهدة على "تدهور مناخي" غير مسبوق منذ بداية تسجيل البيانات المناخية في سنة 1940.
مواجهة هذه الحقيقة تتطلب مبادرات جدية، ووعيا بخطورة تداعيات الأمر على الحياة اليومية، ما دفع عددا من الناشطين إلى الانخراط في مبادرات تروم نشر الوعي بين الساكنة للمساهمة في تخفيف العبء على البيئة، وفق ممارسات مبنية على وعي تام بأهمية الانخراط الجماعي في الحفاظ على البيئة.
جمعية "شباب القرن 21"، حملت على عاتقها تنزيل واحدة من مخرجات كوب 21 بباريس، التي نبهت سنة 2015 لخطر الانبعاثات الغازية السامة، مع طرح محاولات لتثبيت حرارة الأرض ما بين 1.5 درجة و درجتين، بعد أن بدأ الكوكب يشهد موسم غليان وفق عبارة الأمين العام للأمم المتحدة، وفي سنة 2017 كانت البداية بمبادرة يوم بدون سيارات، التي تروم التعريف بخطر عوادم النقل على البيئة، ذلك أنها من أكثر المسببات للانبعاثات السامة.
عزيز الفكاكي، رئيس جمعية "شباب القرن 21"، أوضح في تصريح لموقع "أحداث أنفو"، أن الاستعدادات كانت جارية لإطلاق النسخة السابعة من مبادرة يوم بدون سيارات بالعاصمة الرباط، تأكيدا على أهمية الفكرة في التخفيض مابين 30 و 40 في المائة من مسببات الانبعاثات السامة، إلا أن تزامن التظاهرة مع الزلزال المدمر لإقليم الحوز، حال دون تنظيم الدورة في موعدها، ليتم تأجيلها لشهر نونبر، مؤكدا أن المبادرة نجحت في نيل ثقة ساكنة الرباط التي انخرطت في مبادرة العواصم العالمية الكبرى بدون سيارات.
وأكد الفكاكي على ضرورة التحسيس بأهمية السياقة الإيكولوجية التي تشجع على استعمال وسائل النقل النظيفة، مثل الترامواي، والدراجات الهوائية، والتروتينيت، أو الاقتصار على استخدام سيارة واحدة في حال امتلاك الأسرة لأزيد من سيارة، وغيرها من المبادرات الكفيلة بالتخفيف من العبء البيئي لوسائل النقل، كما أكد المتحدث على أهمية توعية الناس بكونهم جزء من الحل لتوسيع دائرة المنخرطين في هذه المبادرة التي أوضح أن ساكنة الرباط تتجاوب معها سنويا وترحب بها، حيث يغدو شارع محمد الخامس باعتباره أحد أطول شوارع العاصمة، فارغا كليا من السيارات بتنسيق مع سلطات العاصمة.
وجددت جميعة "شباب القرن 21" على لسان رئيسها، دعوتها للمواطنين بالانخراط في انجاح هذه المبادرة في نسختها القادمة التي ستعرف برنامجا حافلا، يجمع ما بين المتعة والتوعية والتحسيس، خلال شهر نونبر القادم.