(الحماية) !

الأحداث المغربية - كاريكاتير: عبد القدوس المشرع الأربعاء 20 سبتمبر 2023
No Image

ينشغل المغرب بإعادة إعمار إنسانه وجدرانه، بدفن ضحاياه والترحم والبكاء عليهم، بضم يتاماه إليه، ووعدهم أنه لن يتركهم وحدهم أبدا، بمد يد العون والمساعدة إلى المحتاجين ممن تضرروا ونكبوا بسبب هذاالزلزال الأليم، وتنشغل فرنسا إعلاما وسياسيين بممارسة سياسة سياسوية ساقطة فعلا، ولا وصف لها إلاالسقوط.

وقد كان عدد منا، من الذين درسوا في فرنسا، أو تشبعوا بثقافتها، أو تأثروا بها في السابق، لهذا الاعتبار أوذلك، يقول بأنه ليس من مصلحتنا إطلاقا أن ننخرط، مثل بقية دول إفريقيا، في موجة العداء الملحوظة لكل ماهو فرنسي.

وكنا نقول "آمين"، ونؤمن في قرارة أنفسنا أن العقل سيعود يوما إلى بعض سياسيي وإعلاميي فرنسا، فقط لكي يتذكروا أن المغرب ليس أي دولة من الدول الأخرى، وأننا هنا نسبق احترام بلادنا ودولتنا وشعبناعلى ما ومن عداه، وأننا لن نقبل بأي تجاوز، صغر أم كبر حجمه، وأن هذا الأمر سيصل عاجلا أم آجلا إلى(الأصدقاء) هناك.

لكن على مايبدو، لا أمل.

واليوم، المغرب أصبح مضطرا لكي يخرج بيانات مباشرة وأخرى غير مباشرة تعيد وضع فرنسا في مكانها، وتذكرها بما تحاول نسيانه أو تناسيه: المملكة الشريفة ليست مثل أي دولة أو بلد آخر يريد أن يصبح دولة تتعاملون معه، وإذا كان ضروريا من صفعات الإفاقة لكي تستبقظوا فلابد مما ليس منه بعد، ذلك أننا قلناهالكم عبر الأجداد سابقا، ونقولها لكم عبر الموجودين حاليا، وسيقولها لكم مغاربة المستقبل لاحقا: المغرب لم يحتج "الحماية" منكم يوما، وأسماها استعمارا وخاض ضدها ثورة الملك والشعب إلى أن تخلص منها، وذلك إلى الأبد.

حاولوا فقط أن تفهموا هاته البديهية، وبعدها لن يكون إلا الخير.