بعد أن أمر جلالة الملك بالتكفل بهم .. دعوات لسد الطريق على محاولات استغلال الأطفال ضحايا الزلزال

سكينة بنزين الخميس 14 سبتمبر 2023
No Image

أحداث أنفو

في مبادرة لسد الطريق على مستغلي ضحايا المحن، سارع عدد من النشطاء على مواقع التواصل والجمعويين والحقوقيين، إلى التنبيه من خطر استغلال الأطفال الأيتام ضحايا زلزال الحوز الذي هز عدد من مناطق المملكة مساء الجمعة 8 شتنبر، حيث أصبح عدد منهم بدون حماية بعد وفاة أسرهم، أو هكذا يخيل لبعض ضعاف النفوس ممن يجهلون طبيعة تآزر سكان الدواوير.

وعلى الرغم من وجود العديد من التدوينات التي تعكس حسن نوايا أصحابها في تقديم الدعم لضحايا الزلزال من الأطفال، عن طريق عرض فكرة التبني للضحايا، إلا أن الكثير من الأصوات حذرت من أن هذه المبادرات التي ترفق بتدوينات لصور الأيتام، قد تساهم في تسهيل عملية الوصول للضحايا من بعض المستغلين، سواء تعلق الأمر باستغلال جنسي، أو استغلال ضعف الأسر لأخذ الأطفال خاصة الفتيات لأمور أخرى، كالخدمة في البيوت، العمل القسري، الاختطاف، الاتجار بالبشر، أو غيرها من الممارسات التي تجرمها الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل.

وقد ارتفع عامل الخطر بعد الوقوف على عدد من الصور والفيديوهات التي توثق لانتهاك حميمية الأطفال من خلال تصويرهم دون موافقة، أو مداعبتهم خاصة الفتيات، أو التنذر بعروض زواج من طفلات، وغيرها من الممارسات التي وجدت لها متنفسا في ظل انشغال الأسر بمصابهم وفتح أبوابهم لكل الراغبين في المساعدة نظرا لوقت الشدة الذي يمرون به.

وكان جلالة الملك قد أمر خلال ترأسه يوم السبت 9 شتنبر، بالقصر الملكي بالرباط، خلال جلسة عمل خصصت لبحث الوضع في أعقاب الزلزال الذي خلف لحدود كتابة هذه الأسطر، 2946 حالة وفاة، و 5674 إصابة، بالتكفل بالأشخاص في وضعية صعبة، خصوصا اليتامى والأشخاص في وضعية هشة، وهو ما تم ترجمته من خلال خلية تتبع تابعة لوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسر، هدفها مواكبة عمليات تدخل تنسيقيات القطب الاجتماعي، بالتنسيق مع مختلف السلطات المحلية بالمناطق المنكوبة، حيث أعطت الوزيرة حيار تعليماتها بخصوص إحصاء اليتامى ومواكبتهم بانتظار الخطوة التالية المتربطة عن هذا الإجراء.


وفي سياق متصل، قدرت منظمة اليونيسف، التابعة للأمم المتحدة، عدد الأطفال المتضررين من زلزال الحوز، بحوالي 100 ألف طفل، في الوقت الذي بلغ إجمالي المتضررين من الساكنة حوالي 300 ألف شخص، معبرة عن استعدادها لزيادة دعم الاستجابة الإنسانية حسب الحاجة، للوصول إلى الأسر المتضررة والأطفال، بالإمدادات والخدمات الحيوية.
وفي الوقت الذي يتم فيها التعاطي مع تداعيات الزلزال وفق رؤية واضحة حددها جلالة الملك، بالموازاة مع تدخل المجتمع المدني وباقي أفراد المجتمع المغربي الذين لم يترددوا في التجاوب مع مختلف الدعوات والمبادرات للتخفيف من عبء الفاجعة على جزء من المغاربة، ظهرت بعض الممارسات التي بدت محدودة، إلا أن عددا من المختصين والجمعويين كانوا متحفزين لحصرها على قلتها، وذلك لتفويت الفرصة على بعض ضعاف النفوس في استغلال هذه المحنة، وقد تقاسم عدد من النشطاء نصائح عن كيفية التبليغ عن أية حالة أو شبهة استغلال جنسي للأطفال ضحايا الزلزال، باعتبارهم الحلقة الأضعف، وقد دعا معهد "بروميثيوس" للديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو منظمة مستقلة، في منشور له إلى التبليغ عن حسابات الأشخاص الذين يروجون لهذا المحتوى، أو أخذ صور شاشة للتدوينات المشبوهة والفيديوهات وارسالها لموقع ICE العالمي الذي له تواصل مع السلطات المغربية.

كما دعا إلى التواصل مع الجهات القضائية التابعة للأقاليم المنكوبة، للتبليغ عن الأطفال المتخلى عنهم أو غير غير المرافقين، أو الذين لا يجدون مأوى، على هاتف النيابات العامة بمحكمتي تارودانت، وإيمينتانوت، واستئنافية مراكش، واستئنافية أكادير، أو التواصل مع اللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه، أو على الموقع الخاص بالتبليغ عن الأطفال المفقودين أو المستغلين.