بعد هَبًة المغاربة وقت المحن.. حان وقت العمل المنظم بتنسيق مع السلطات

سكينة بنزين الثلاثاء 12 سبتمبر 2023
No Image

AHDATH.INFO

لم يخلف المغاربة الموعد، ولم يتردد الآلاف في تلبية نداءات كانت بداياتها عفوية وبدون ترتيب مسبق تحت هول الكارثة التي زلزلت منطقة الحوز، ووصل صداها لعدد من مدن المملكة، لتكون النتيجة أطنانا من المساعدات الغذائية، كان هدفها سد جوع المتضررين من الزلزال، الذين أنهكهم الحزن، إلى جانب الجراح وتعذر البحث وسط الأنقاض عن ناجين، أو استخراج جثت الأحبة، أو العثور على بعض الأغراض.

وأظهرت العديد من الفيديوهات وصول هذه المساعدات للمناطق المتضررة، على الرغم من وعورة التضاريس، واستمرار خطر وقوع الصخور وانجراف التربة، وبعض الهزات الارتدادية، إلا أن مناطق أخرى استحال معها وصول هذه المساعدات بسبب بعدها، وانقطاع السبل المؤدية لها رغم كل المحاولات التي تمت فيها الاستعانة بأبناء المنطقة العارفين بدروبها وتضاريسها، ليكون الحل بيد السلطات التي استعانت بالطائرات لتزويد الساكنة بالحاجيات الضرورية لحين فك العزلة.

الحاجة إلى عمل منظم ومؤطر، يضمن توزيعا أكثر نجاعة حتى لا تستفيد نفس الدواوير من المساعدات لأكثر من مرة، خاصة الدواوير البعيدة عن مركز الزلزال، والتي يسهل على المتطوعين الوصول اليها دون غيرها، جعل السلطات تؤكد على ضرورة التنسيق معها، لحمل الفائض من المساعدات نحو الأماكن الأكثر بعدا، وهو ما دفع البعض لإطلاق إشاعات مغرضة تتحدث عن كون السلطات تمنع المتطوعين والمحسنين من الوصول إلى الضحايا، الشيء الذي فندته عشرات الفيديوهات واللايفات لرجال ونساء مغاربة من مختلف الأعمار، وصلوا للمناطق المنكوبة، وقدموا خدمات مبتكرة لفك العزلة، وتقديم الدعم، في الوقت الذي تحمل البعض عناء حمل المعونات على ظهورهم وصعود الحواجز التي خلفها الركام.

هبة المغاربة التي أثلجت الصدور كرد فعل آني بعد الفاجعة، آن لها أن تصبح أكثر تنظيما وتأطيرا وتنسيقا مع السلطات التي بمقدورها تحديد المخاطر، وقد عبر البعض عن تخوفه من أن تعيق بعض قوافل المساعدات العفوية حركة سيارات الإسعاف والوقاية المدنية والمتدخلين على الميدان، أو قد تسبب انهيارات اضافية في حال تدخلات غير محسوبة لخلق مسالك، ما دفع الكثيرين لمناشدة الشباب المتطوع على التنسيق مع السلطات لجمع التبرعات العينية من أجل توزيعها على الدوواير الأكثر بعدا عن طريق الاستعانة بالطائرات، أو تحديد المسالك الآمنة للحفاظ على حياة المتطوعين كما المنكوبين.

وبعد أن أصبحت التدخلات أكثر تعقيدا، يظهر الدور الاحترافي لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي راكمت تجارب ميدانية في التعاطي مع القضايا الانسانية بالنظر لما تمتلكه من وسائل وآليات، وهو ما يجعل الحاجة ماسة في الأيام القادمة، لعمل أكثر تنظيم بتنظيم بين المجتمع المدني وعموم المواطنين والسلطات المختصة، والمؤسسات الرسمية، وقد كان من بين ملامح هذه المرحلة، إحداث مؤسسة محمد الخامس للتضامن، مستودعا مركزيا بمراكش مخصصا لتجميع المساعدات الموجهة لضحايا زلزال الحوز وذلك على غرار مراكز مماثلة أحدثتها المؤسسة في مناطق أخرى من المملكة.

وتتولى فرق عمل تمثل مختلف شركاء المؤسسة، استقبال وفرز وإعداد شحنات المساعدات العينية التي يقدمها المواطنون، وفعاليات المجتمع المدني، وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية التي أعطت الأولية بعد وقوع الكارثة، لإنقاذ المتضررين، وإيجاد المأوى، وتوفير المأكل والمشرب، مع إبداء اهتمام خاص بالأيتام والنساء والأشخاص في وضعية هشاشة.

وفي تصريح صحفي، أوضحت مديرة المشاريع في مؤسسة محمد الخامس للتضامن، سعاد بولويز، أن المستودعات المركزية التابعة للمؤسسة، تعمل على تزويد المستودعات المحلية بتاحناوت وشيشاوة، بالمساعدات، قصد إيصالها إلى الدواوير المتضررة عبر المسالك البرية الأقل خطورة، أو عبر المروحيات بالنسبة للدواوير التي توجد ضمن حيز جغرافي بتضاريس وعرة يستحيل الوصول اليها عبر الطرق، وذلك بتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطات المحلية.