الحي المحمدي على إيقاع المجموعات الغنائية الخالدة

أحداث أنفو السبت 26 أغسطس 2023

AHDATH.INFO

على امتداد خمسة أيام نظمت مقاطعة الحي المحمدي والمجتمع المدني النشيط والفاعل، المهرجان الوطني لظاهرة المجموعات بالحي المحمدي بمناسبة عيد الشباب المجيد، والذي يختتم فعالياته اليوم السبت على الساعة الثامنة مساء بسهرة ختامية تحييها عدد من المجموعات الغنائية على رأسها مسناوة وناس الغيوان.

وانطلقت فعاليات المهرجان يوم 21 غشت 2023 تحت شعار: "ظاهرة المجموعات التاريخ والمسار والأنماط"، والذي اختضنته فضاءات متعددة ثقافية وفنية بالحي المحمدي داخلية وأخرى خارجية بالهواء الطلق.

وعرفت سهرات المهرجان حضورا جماهيريا كبيرا ونوعيا أيضا، ذلك أنه بالإضافة إلى السهرات الغنائية تضمن ندوات تسلط الضوء على ظاهرة المجموعات الغنائية وتفاعلها مع قضايا المجتمع المغربي السياسية والاجتماعية.

رئيس مقاطعة الحي المحمدي السيد يوسف الرخيص وأحد أبناء الحي اعتبر في تصريح صحافي أن الانتماء للحي المحمدي هو في حد ذاته مسؤولية تفرض التفاعل مع قضاياه لاسيما أن الحي اشتهر بكونه مصنعا للإبداع على المستوى الفني وهو بذلك يبرز كعاصمة ثقافية للثقافة الشعبية ومشتل ومهد لظاهرة المجموعات ومتحف الفن الغيواني.

وأضاف يوسف الرخيص أن الحي المحمدي ملتقى الفنون والثقافات بتاريخه ونوستالجيته وإسهامه التراثي المادي منه وغير المادي، وبذلك فالمجال الفني بهذا الحي يعتبر الخيط الناظم لهويته.

وأكد الرخيص من جهة أخرى على الدور التنموي للمهرجان، بالإضافة إلى دوره التأطيري والتربوي للشباب واليافعين، ودوره التواصلي والفرجوي مع العموم.

ويعرف المهرجان الذي يختتم فعالياته اليوم مشاركة منقطعة النظير من طرف المجموعات الغنائية خلال 4 سهرات، حيث شاركت 17 مجموعة، كما تضمنت فقراته ندوتين فكريتين ومعرضا للذاكرة.

وتميزت السهرة الافتتاحية بالاحتفال بذكرى المرحوم مولاي الطاهر الأصبهاني الذي تحمل الدورة اسمه، وشاركت فيها مجموعات إسلان، وميلود مسناوة، وجيل جيلالة، مع تكريم الفنان عبد الكريم القسبجي.

أما السهرة الثانية فشاركت فيها مجموعات أحفاد الغيوان، أهل الخلود، لرفاك، السهام، مع تكريم عبد المجيد مشفيق، بالإضافة إلى مجموعة تكدة، مع تكريم، الفنان أحمد دخوش الروداني.

وخلال السهرة الثالثة استمتع الجمهور بالأغاني الخالدة لمجموعة المشاهب والتي تفاعل معها بالأداء، كما شارك في هذه السهرة مجموعة السلام، صرخة، أوثار، أفريكا سلم، مع تكريم، الفنان محمد حمادي..

ويعتبر المهرجان الوطني لظاهرة المجموعات للحي المحمدي الذي تنظم دورته الثانية هذه السنة، أكبر من فسحة صيف ولقاء وفرجة، ونبش الذاكرة وتوثيق الشفاهي وتداوله وتحقيقه، بل هو كما أراد له المنظمة صلة وصل وتواصل حي وحيوي مع الموروث.

وتقدم الورقة التقديمية للمهرجان الحي المحمدي باعتباره واحدا من الأحياء الشعبية التاريخية التي احتضنت ظاهرة المجموعات الغنائية، واشتهر الحي تاريخيا بكونه عماليا بامتياز وفي نفس الوقت فلاحيا.

ومع الهجرات التي عرفها الحي أصبح مكتظا وتناسلت إلى جانب "البلوكات" والعمارات عدة كريانات أخذت من الأسماء، صفات وحركيات وأسماء علم، مثلكريان "الحايط" كريان "البشير" كريان "عيد العرش" كريان "القبلة" وهكذا دواليك، وفي الكريان تأسست جينالوجيات بشرية، كما نشأت بدرب مولاي الشريف أعرق دروب الحي المحمدي وأقدمها، تجارب بشرية مختلفة ومتنوعة المصدر الجغرافي وتداعياته، ونشأ الحي المحمدي الظاهرة كحي تولدت فيه ظواهر مختلفة فنية وثقافية ورياضية وجمعوية تم غيوانية بل وحتى بشرية وغيرها، والغيوان هنا نسبة إلى المعنى الذي يعني "أهل لفهامة" أي الذين يسبرون معنى المعنى ويدركون ما وراء المعنى، وهم الدراويش وأهل الصوفية والحكمة، ولعل الارتباط الأول بهذه الظاهرة كان بفضل الكلمة، وهي نفس الارتباطات لباقي الظواهر عبر المعمور، التي مارس أصحابها سلطة الكلمة البليغة النافدة المشخصة للأوضاع الاجتماعية والمتطلعة للتغيير، وهي النزعات التي تود أن توصل الخطاب بطرق فنية وبتعابير شعبية.