أرض الشباب في ذكرى عيد الشباب المغرب الذي يكبر ولايشيخ !

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 21 أغسطس 2023
No Image

الرهان هنا والآن، واضح لالبس فيه، ولا اختلاف حوله: دخول المستقبل من أفضل أبوابه كلها، ولعلنا وحدنافي المغرب نسمي يوم الاحتفال بميلاد جلالة الملك"عيد الشباب"، لأننا منذ قديم القديم، دولة لم تراهنإلا على المستقبل الجيد، وعلى القادم الأفضل، وعلىخير ما نترقبه ونتوقعه دائما، من باب تفاؤلنا المغربيالدائم، ستحمله للبلاد والعباد، الأيام المقبلة.

هذا الإثنين يخلد المغاربة كلهم عيد الشباب، وهميرون في التخليد فرصة للتأكيد مجددا على أنالشباب المغربي هو فعلا الشغل الشاغل للبلد اليوم.

شباب يريد له المغاربة أن يكون المستقبل المشرقالمتطور الذي نتمناه للوطن، من خلال مزيد منالانتماء لهاته الأرض، والاقتناع فوقها وتحت سمائها أنالمستحيل ليس مغربيا، وأن كل مانحلم بتحقيقه فيأصقاع أخرى هو قابل للتحقق على هاته الأرض، شرطمزيد من الاقتناع من طرفنا جميعا أن الشباب المغربيمثلما قال جلالة الملك في خطاب العرش هاته السنة "متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية،دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة".

هذا الشباب الذي تحمل هاته الذكرى الغالية إسمه هورهان البلد الأكبر، وهو الذي متى وقع الاطمئنان مناجميعا أنه استوعب الأمانة المغربية العظيمة، كانسهلا علينا جميعا الاقتناع أن المستقبل سيكونأفضل.

ودعونا نقولها بكل الصراحة التي تعودناها: شبابناليس بالضرورة يائسا من وطنه، ولا هو ذلك الحالمالأبدي بكوابيس الهروب والهجرة الذي تريد تصويرهلنا نظرة سوداوية غير مغربية إطلاقا.

شبابنا على العكس من ذلك لديه إيمان قطعي بالوطن،ولديه إيمان بنفسه وقدراته، وهو حين يتبرم من أفعالبعض القدامى، أو عندما يعبر بهاته الطريقة، أو تلك،عن رغبته في أن يتم إفساح المجال له قبل فواتالأوان، إنما يعبر عن رغبة مشروعة في إعطائه حقخدمة وطنه هو الآخر وهو في ريعان العمر، ممتلكا كلقدراته، وقادرا على بذل الجهد الكثير في خدمة هذاالوطن.

وهذا المطلب المشروع البسيط ربما يغيب عن أذهانبعض من يعتبرون المسؤوليات التي وصلوا إليها، فيمجالات مختلفة، قد أصبحت فور هذا الوصول حكراعليهم، لايحق لأجيال أنت بعدهم أن تطمح هيالأخرى لتحمل مسؤولية تقديم شيء ما من لديها فيمجال هاته المسؤوليات.

ولعل غياب هذا الاقتناع بهاته القاعدة الحياتيةالبسيطة، والتي لاتبديل لسنة الله فيها، هو سبب كثيرمن الاحتكاك غير الطيب الذي يقع بين أجيال عبرت،وأخرى تواصل العبور، وثالثة تريد حقها من هذا العبوروهي في مقتبل العمر.

احتكاك لاداعي له في بلد بنبوغ مثل النبوغ المغربي،الذي يفهم أن المستقبل في معركته ضد الماضيمنتصر دائما، ويستوعب تماما أن الرهان على القادمهو أفضل مايمكن أن يقع لبلد يطمح دائما إلى المزيدمن التقدم ومن الخير ومن النماء.

هي العبرة الأساس من احتفالنا بهاته الذكرى الغاليةعلى قلوبنا جميعا، أن نتذكر دوما أن إسمها عيدالشباب، وأن أعياد المغرب كلها ستتحقق عندما يحققشباب المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالةالملك محمد السادس نصره الله، كل أحلامه التي هيأحلام وطنه في الوقت ذاته بطبيعة الحال.

كل العام وهذا الوطن العظيم شاب، يتحدى بقدرةالتجديد الكامنة فيه، عوامل الزمن، ويعلنها مدويةتتداولها الأجيال المغربية، جيلا بعد جيل: تمرالسنوات، وهذا البلد الأمين يكبر فقط، ويزداد كبرا،وأبدا لا، ولن، يشيخ.