سلا.. التشكيلية العصامية الزهر رقية.. موهبة فطرية تنتظر التفاتة قطاع الثقافة.

ع.عسول الثلاثاء 15 أغسطس 2023
No Image

Ahdath.info

هي امرأة تلتحف الزي التقليدي للمرأة المغربية الأمازيغية ؛ سحنة وجهها اكتسحتها تجاعيد قساوة الزمن العصي ؛ وعينين بقيتا متقدتين رغم التقدم في السن؛ وأنامل تطرز اللوحات وتطوع الألوان بفطرة وموهبة ربانية اكتسبتها الفنانة التشكيلية الآتية من أعماق الهامش بمدينة سلا المليونية.

لم تطأ قدماها أي مدرسة للفنون الجميلة ولا اكتسبت أبجديات التعلم بالمدرسة؛ بل قادتها خرباشات أصابعها بالحناء والنقش والرسم على الورق إلى فتح كوة على عالم التشكيل الفطري الواسع؛ متابعة خطوات الفنانة الكبيرة المرحومة الشعيبية الذائعة الصيت في محافل المعارض الفنية .

الزهر رقية التشكيلية العصامية وهي تتكلم إلينا في لقاء سريع بمناسبة استضافتها بمركز بورمادا للعناية بالأشخاص المسنين بسلا القديمة ؛ لعرض لوحاتها الفنية؛ لمسنا في كلامها بوحا طفوليا حول بداياتها مع التشكيل والرسم ؛ الذي قالت أنها دخلته بالصدفة ودون تخطيط مسبق ؛ جرها إليه موهبة ربانية وحب جارف ؛ حيث وجدت نفسها تنقش بالحناء وترسم بالقلم وبعدها بسنين تخط ألوانا متناسقة على لوحات تنطق لغة الطبيعة والمرأة والثقافة المغربية في تجلياتها التقليدية..

وهي تسر لنا بالحديث عن مسيرتها الفنية التي امتدت ما يقرب من 38 سنة ؛ التقطنا احساسا بالحسرة على مفارقة الزوج مبكرا ؛ ومعاناة كبيرة مع متطلبات العيش الكريم و ضمان استمرارية الإشتغال الفني ؛ إضافة لإحساس بالغبن و الأمل في الإعتراف بكينونتها كفنانة تشكيلية مغربية عصامية خطت مسارها وتجربتها بأناملها وبإصرارها وصبرها متحدية قساوة الوضع الاجتماعي واجحاف الوسط الفني والثقافي..