Et si on parlait d’Omar ???

بقلم : المختار لغزيوي الجمعة 21 يوليو 2023
No Image

كان من النوع المحبوب..

كان من النوع الضاحك..

كان من النوع الدارس..

كان من النوع الفنان..

كان يسمى بكل اختصار...عمر سليم.

لا أزعم أنني كنت صديقا له مثلما يكتب الكل اليوم بعد رحيله، لكنني أفتخر أنني كنت معجبا به، وأشعربفخر أكبر أنني استطعت أن أقولها له وهو على قي الحياة.

في حارتنا لانقول حبنا لبعضنا البعض، ونحن أحياء.

ننتظر بكل بلادة انصراف ذلك الذي نحبه، وعدم قدرته على سماع كل حبنا له، ونشرع بغباء منقطع النظيرفي كيل المديح له، وهو المسكين غير موجود بيننا، ولايقوى على سماع أي شيء.

وغالبا، وهذا أمر أؤمن به منذ القديم، لو ارتكبنا فعل الحب هذا في حق من نحبه ونحترمه وهو حي، لازدادعمره طولا، رغم أن الآجال محددة، وهي بيد الله.

لذلك لا أتردد في قول حبي كله لمن أحبهم وهم أحياء. وفي أحايين كثيرة يقول لي أغبياء من بني الجلدة حينيضبطونني في لحظة اعتراف لواحد أو واحدة ممن أعتبر أنهم يستحقون هذا الاعتراف "علاش كتكبر ليهمالشان؟".

لا أرد. أمضي، أنصرف، وأعتبر المريض الذي قال لي هذا الكلام غير مستحق لكلام إضافي لاحق معه.

بالنسبة لعمر رحمه الله، أعجبت به وهو في إذاعة البحر الأبيض المتوسط، ثم في قناة "دوزيم"، يوم كانتقناة يلمع فيها أفذاذ مثل عمر، وفيما بعد حين التقينا مرة، ثم اثنتين وثلاثا وأكثر، كنت أقولها له باستمرار: أنت من بين أفضل من لدينا، ولن تسمعها وأنت حي إلا من القلائل، لكن عندما ستموت، سيتنافسون فيمدحك بالإجماع.

وكذلك كان.

ظل عمر منذ سنوات خارج استفادة إعلامنا منه إلا في محطات نادرة لاتليق بمساره الكبير، ومواهبه الأكبر. وعدد كبير ممن يملؤون المحطات اليوم، وعمر وأمثال عمر محكوم عليهم بالبقاء على الرف مبحلقين،مشدوهين، متأملين ومتألمين، هو عدد يديننا جميعا، ويجعلنا نشك في ذوقنا الجماعي السليم، ويطرح عليناالسؤال عن السبب الفعلي وراء هذا الأمر.

حاورته عندما كان في دوزيم، ثم حين غادرها، ولازلت أتذكر حوارا له معنا لصالح مجلة "أحداث.تي في" أجريناه في بيته أصر على إجرائه وهو يرتدي "الروب المنزلي"، أو مانسميه "البينوار الرجالي"، مفسراالأمر بأنه الزي الوحيد الذي يعبر فعلا عن وضعيته آنذاك: جالسا في المنزل ممسكا "التيليكوماند"، وأتفرج،مثلما قال.

ثم التقيته ذات ندوة ممتعة في قلب مدرسة HEM هنا في الدار البيضاء، وقلت يومها للحضور: كل ماسأقولهلكم عن التلفزيون أو عن الإذاعة، وهذا الرجل المسمى عمر سليم حاضر معنا، هو من قبيل الفضول الكبيروالتطفل الأكبر، لأنه لايفتى، ومالك في المدينة طبعا.

والتقيته طبعا في فدرالية الأعمال اللائكية FOL في واحدة من تلك الليالي الخارجة عن التصنيف التي يتقنفنان متفرد مثل مامون صالاج صنعها، حين يستدعي أرواح كبار مثل جاك بريل أو دوفوس، ويطلب منها أنتؤنس وحشتنا الفكرية والثقافية والفنية، لأنها وإن ماتت تظل معنا خالدة.

كان الكل في تلك الليالي ينتظر اللحظة التي سيطلب فيها مامون من عمر الصعود إلى الخشبة لأداء أغنيةمن أغاني جاك الكبير الذي كان يعشقه.

كان يصنع بشجن خاص، وبنفس الصوت الذي أحبه الناس في الإذاعة قبل أن يحبوه في التلفزيون رفقةالصورة، لحظات خاصة من نوعها، أعرف أن العديدات والعديدين تذكروها عندما بلغهم خبر دخولهالمستشفى في حالة سيئة أولًا، ثم عندما علموا أنه ترجل عن صهوة الحياة.

رحمه الله، كان جميلا، من الأشياء الجميلة النادرة التي تهديك الحياة، مرات قليلة، فرصة الالتقاء بها أوالعبور قربها، وتبادل بعض الكلمات والأفكار مع ذهنها المتقد الذي لم ينم يوما.

ذلك هو وصف من نطلق عليهم "محبي الحياة"، وعمر رحمه الله كان واحدا من كبار محبيها، ولذلك هي أيضاأحبته، وأحبه فيها من يعرفون قيمتها حقا، ويعيشونها على قدر تلك القيمة، لا أقل، ولا أكثر.