الدرس الأكبر الذي استفدناه من مباراة المغرب والرأس الأخضر، هوأننا يجب أن ننسى مونديال قطر الآن، ويجب أن نركز على القادم الأهم من استحقاقات.
ماذا وإلا، فإننا سنمضي العمر كله نغني مع "ريد وان" والمجموعة "هلا هلا هلا، المغاربة سبوعة ورجالة"،، وندندن مع أسماء لمنور والكورال "والسبع زهرتو واعرة"، وكفى.
كل المنتخبات التي سنلعب معها مبارياتنا المقبلة ستكون مثل الرأس الأخضر تماما، راغبة في التعادل مع أوالفوز على المنتخب الذي رأته في التلفزيونات يصنع العجب العجاب بكبار القارة الأوربية في المونديال.
لذلك علينا الخروج بسرعة من "أوفوريا" الإنجاز المونديالي، والتركيز مع الواقع الحالي إذا كنا نرغب في تفادي تلك الصدمات المتكررة التي عشناها في كل كؤوس إفريقيا السابقة، حين كنا نعود محملين بالإقصاء وبكثير من كلام التحليل والتحريم الكرويين الذين نفرا المغاربة من "الفوت" ومايأتي منه إلى أن عالجنا جميعا "مول النية"، في المونديال.
أكثر من هذا يجب أن يستوعب الجمهور المغربي، ومعه صحافتنا المتخصصة أننا لن نذهب في نزهة خلال كأس الأمم الإفريقية القادمة.
يجب ألا ننسى منتخب السنغال، وهو قوي جدا، ويجب ألا ننسى مجروحي موقعة "وغيرهم كثير بابابابا"، أي الجزائر التي تتوفر على منتخب قوي جدا، يحمل حنقا كبيرا على الطريقة التي أقصي بها من المونديال.
أضف إلى الاثنين المنظمة الكوت ديفوار، وسترون كيف ستلعب، والقوية تاريخا وممارسة الكامرون، ومصر صاحبة الخبرة في الدورات المجمعة، دون نسيان المنتخبات التي تريد كل مرة تحقيق المفاجأة على حساب الكبار.
لذلك، كان حسنا أن لاعبنا الرأس الأخضر الإثنين، وكان جيدا أن تعادلنا معها سلبا، وأن رأينا جميعاالصعوبات التي عاشها لاعبونا أمام منتخبها، لأن هذا اللعب هو ماسنراه وماسنلاقيه خلال الأشهر المقبلة كلها.
الحكاية (اللي بدات فمكسيكو وتورخناها في قطر) أصبحت اليوم جزءا من ماض جميل، يلزمه حاضر أجمل ومستقبل أفضل.
وخير مايمكن أن يقع لهاته الحكاية لكي تزداد رونقا وجمالا هو أن ترى الأجيال المتوسطة في العمر والأجيال الحديثة منتخبها وهو يفوز بالكأس القارية، لأنها فعلا الإنجاز الأقرب إلى التحقق على أرض الواقع، ولأنهمن العيب حقا أن تكون أرض الكرة هاته المسماة المغرب، متوفرة على لقب وحيد يتيم في هاته المنافسة.
حان الوقت لكي نقولها لأهلنا في المنتخب: غنينا وانتشينا بإنجاز قطر بما فيه الكفاية، وزرنا كل الأماكن التي يمكن أن نزورها بهذا المنتخب، والآن حان وقت العودة إلى "النية"، والجدية التي صنعت الإنجاز المونديالي الرائع، لكي نصنع بها إنجازًا قاريا يريده كل المغاربة، ولايرضون عنه بديلا...