بينما الشعب يعاني مع الطوابير والفيضانات.. غضب في الجزائر من قرار إقامة تمثال بـ9٫5 ملايين دولار

متابعة الخميس 01 يونيو 2023
No Image

ahdath.info


بينما يعاني الشعب الجزائري مع الطوابير اليومية، بسبب اختفاء آغلب المواد الاستهلاكية، أعاد قرار السلطة الجزائرية إقامة تمثال للأمير عبدالقادر بقيمة مالية تقدر بنحو 9٫5 ملايين دولار، الجدل السياسي والأيديولوجي في البلاد حول أولويات التنمية في ظل ضعف العديد من الخدمات وتفشي البطالة والفقر.
وأبرز هذا الملف، مجددا العلاقة المتوترة بين قطاع معتبر من الشارع، وبين مثل هذه الأعمال التي تصنف برأي هؤلاء ضمن الرموز المنافية للمعتقد الديني، وفق مارصده موقع العرب.
وأثار إعلان والي محافظة وهران (غرب) سعيد سعيود عن مشروع بناء تمثال للأمير عبدالقادر، بأعالي جبل مرجاجو في إحدى ضواحي المدينة، جدلا غير مسبوق بين مؤيد للفكرة ورافض لها، من منطلق الميزانية المخصصة للمشروع، ومدى أولويته في ظل الظروف التي تعيشها البلاد.
وتعزز موقف الرافضين للمشروع بتزامن الإعلان عنه مع الخسائر الناجمة عن موجة الفيضانات المسجلة في بعض مدن ومحافظات البلاد، والتي أدت إلى ثلاثة قتلى وخسائر مادية معتبرة، على غرار انهيار وتضرر مساكن العديد من المواطنين في محافظتي تيبازة وقالمة.
وإن لم يتمكن هؤلاء من التعبير عن موقفهم في وسائل الإعلام التقليدية بسبب الخط الأحادي الذي بات يفرض نفسه على المشهد بشكل عام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي غصت بالتعاليق والتسجيلات المركبة بين الفيضانات التي جرفت كل شيء وبين صوت والي الولاية خلال إعلانه عن المشروع.
وعلق جزائريون، على مواقع التواصل الاجتماعي، على هذا المشروع بنوع من السخرية، حيث تساءل أحدهم: "لماذا يخصصون كل هذه المبالغ لمشروع بناء تمثال للأمير عبد القادر في وقت يشكو فيه سكان آخرون من الفيضانات التي كادت تودي بمنازلهم".
وأضاف شخص آخر: "هذا المبلغ لبناء صنم لا ينفع! هل أصبحنا نأكل التماثيل في الجزائر؟! الاقتصاد العالمي يمر بأوقات صعبة والجزائر عوض أن تصرف هذه الأموال في شراء معدات طبية، فهي تنفقها في التماثيل".
أما مواطن آخر، فترك تعليقاً على فيسبوك قائلاً: "إن شاء الله سيتراجعون عن هذا المشروع ويقومون بتجسيد مشاريع تخدم المواطن المحتاج لخدمات تهوّن عليه مشاق الحياة، لأن آباءنا وأجدادنا ثاروا من أجل أن نعيش بكرامة وننفق أموال البلاد فيما يخدم المواطنين".
أما عمر حموريت، باحث في التاريخ الجزائري وصاحب كتاب "القوة المحلية"، فيعتقد أن "النظام الجزائري يريد تشييد رمز سياسي وثقافي. وعبد القادر إنسان مثقف وأنيق، لكن هل كان وطنياً؟".
شخصة عبدالقادر الجزائري يلفها جحود غير مبرر في الجزائر، فسمعة الرجل، ودوره في بناء الدولة الحديثة، لا تتعدى بعض المؤلفات والدراسات والأنشطة الرسمية وتراوحت حجج الرفض بين أولويات إنفاق المال العام، في ظل تفشي البطالة وتوسع دائرة الفقر وانهيار القدرة الشرائية، وضعف الخدمات والبنية التحتية، حيث يفضل هؤلاء توجيه الاستثمارات الحكومية لتوفير فرص الشغل وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتطوير البنى التحتية، بدل تخصيصها لأغراض استعراضية.
بينما عاد آخرون لطرح الموقف الأيديولوجي الرافض لبناء التماثيل لاعتبارات دينية، كما حدث في وقت سابق مع ترميم تمثال عين الفوارة بمدينة سطيف، وهؤلاء يعتبرون التماثيل والنصب أحد الرموز التي تتنافى مع معتقد الشعب الجزائري.
وصرح والي وهران سعيد سعيود بأن “المبلغ المالي المخصص للمشروع قد تم رصده من طرف السلطات المركزية ويقدر بأكثر من ثمانية ملايين دولار، وأن الخزينة المحلية تلقت إشعارا بذلك بإيعاز من رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون”.
وأضاف “التمثال سيكون الأعلى من نوعه في العالم حيث يبلغ 43 مترا، بينما تمثال ريو دي جانيرو البرازيلية يبلغ 39 مترا، وبسيف له طيف من الليزر تجاه القبلة”، لكن مهتمين بهذا المجال يرون أن معلومات والي الولاية غير دقيقة، لأن أعلى تمثال يقع في الصين ويقارب الـ200 متر.