الدكتور الطيب حمضي لأحداث أنفو:هذه حقيقة تجربة المغرب مع فيروس كورونا ولاقلق على المنظومة الصحية ببلادنا

حاوره: عبد الإله عسول الاحد 21 مايو 2023
No Image

Ahdath.info

التقت أحداث أنفو في حوار صريح ومفصل الدكتور الطيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية ؛وسألته حول مدى صحة هذه الأخبار التي يتم تداولها حول نجاعة اللقاحات وخطورتها وذلك على شكل فيديوهات أو حوارات من قبل مصادر تتحدث بخلفية علمية ؛ مثل ما يثار في أوروبا حول نجاعة لقاح شركة فايزر ومدى احترام مراحل إنتاجه وتجريبه ؟

وكيف يمكن التعامل مع مثل هذه الأخبار التي تأتي في صيغة خطابات يقينية تتحدث عن خطورة هذه اللقاحات وبنظرية المؤامرة؟ كما سألناه عن الوضع الوبائي لانتشار فيروس كوفيد 19 بنوعه الحالي بالمغرب خصوصا مع ظهور مويجة للفيروس مؤخرا ؛ وعن الإستراتيجية المعتمدة من وزارة الصحة المغربية لمواجهة هذه الجائحة.

فكانت هذه الأجوبة للطبيب حمضي الذي انخرط ميدانيا وبشكل شبه يومي في خضم المعركة ضد الجائحة منذ ظهورها و أثناء انتشارها حيث شدد على أهمية الخطوات الإستباقية التي اتخذها المغرب بتوجيه وحرص ملكي وإسراعه بشكل عقلاني ومنظم في عملية الحصول على التلقيح والتسريع بتوزيعه على أغلب المواطنين ؛ كما فند كل الأخبار الزائفة التي انتشرت في الآونة الأخيرة على شكل فيديوهات تتضمن تصريحات عبر اليوتوب ومواقع التواصل الإجتماعي وتطبيق التراسل الفوري تشكك في نجاعة اللقاحات ومسار انتاجها ودراساتها السريرية . ..

قال الدكتور الطيب حمضي كجميع الازمات في العالم الصحية؛ السياسية والاجتماعية ؛ تكثر فيها نظرية المؤامرة والأخبار الزائفة ؛ ومنذ الإعلان عن ظهور فيروس كوفيد 19؛ بدأت مثل هذه الأخبار تنتشر خصوصا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وفب ظل التكنولوجيا الحديثة .

وعندما ظهرت أول حالة ؛ ظهرت هذه الأخبار الزائفة؛ منها من كان يقول " هذا غيروس غير موجود؛ إنه مجرد كذب؛ وهذه مؤامرة من صنع علماء تابعين لدول معينة؛ أو هو فيروس خلق للقضاء على البشرية وللتحكم في عدد البشر ؛ فيما تحدث آخرون أنه يتم التفكير في وضع رقائق تحت الجلد ؛ وأنه لافائدة من اللقاح.."

و زادت أخبار إخرى بالقول " أن الغسل بالماء والملح كافي للتخلص من الفيروس ؛ وإن كل ما يقوله الأطباء والعلماء " تخربيق" ..

وللأسف يقول الطبيب حمضي ؛ هناك من صدق هذه الأقاويل وأدى الثمن بروحه.

ثم عندما بدأت الأبحاث حول الفيروس ؛ رافق ذلك أيضا أخبار مشككة( تزعم أنه مستحيل إيجاد لقاح لهذا المرض ..) وعند التعرف على الفيروس في ظرف سنة وبدأت حملة التلقيح؛ تم الترويج أيضا لتحذيرات من أخذ جرعات اللقاح تحت مبرر أنه سيكون قاتلا! ولما واصلت عملية التلقيح في العالم تقدمها؛ ظهرت أخبار أخرى مشككة ؛ تدعي أن ذلك سيؤدي لآثار خطيرة مثل العقم في المستقبل ...

فكل مرة تجد أخبارا زائفة..

لكن يؤكد الأستاذ حمضي ؛ كل العالم تغاجئ بحجم الأضرار وارتفاع عدد الحالات الحرجة و نسبة الوفيات واختناق المستشفيات وأقسام المستعجلات والإنعاش ..

فمثلا الهند وقبل أن تصلها حملة التلقيح سنة 2021 ؛ عرفت موجة قوية من انتشار متحور دلتا الذي فتك بالآلاف من المواطنين الهنود؛ فامتلأت المستشفيات عن آخرها وتراكمت الجتث بالشوارع ونفذت الأماكن لحرقها حسب تقاليد هذا البلد ..حيث كانت الهند عبارة عن فران كبير للأسف !! مما اظطر السلطات الصحية لاتخاذ اجراءات صارمة للتحكم في انتشار الفيروس ..

من جانب آخر شدد نفس المتحدث أن الدراسات كلها حول اللقاحات أبرزت أهميتها الكبيرة ..حيث يجب أن نعرف أن لقاح كوفيد 19 هو الدواء الوحيد في تاريخ البشرية الذي كانت عليه مراقبة دولية يوما بيوم ؛ حيث أعطيت تقريبا 14 مليار جرعة لقاح في العالم ضد الفيروس الفتاك..وهي كمية غير مسبوقة تم انتاجها وتوزيعها في تلك الفترة مما يؤكد أنه دواء آمن وسليم .

وطبعا فهو كأي دواء ؛ قد تظهر معه آثار جانبية ؛ لكن الدراسات أبرزت أنها أعراض خفيفة ؛ فيما الأعراض الصعبة كانت نادرة الحدوث ؛ وأن نسبة الإنقاذ كانت جد مهمة؛ حيث تم إنقاذ 20 مليون شخص وحياة إنسان بفضل هذه اللقاحات .

وهنا توقف الدكتور حمضي على أهمية التقنيات المستعملة في انتاج اللقاح عبر "الريبوزوم المرسال أو " ARN messag

والذي سيشكل مستقبل الأبحاث العلمية الواعدة ؛ ويستعمل في أدوية أخرى ضد السرطانات مثلا..

وبناء عليه يؤكد نفس المتحدث ؛ فليس لهذا اللقاح ما يمنع من استخدامه بل ظهرت فعاليته الكبير لمواجهة الجائحة؛ كما سيعطي دفعة قوية لإنتاج أدوية أخرى لأمراض مستعصية كما سلف الذكر.

وعاد حمضي للحديث عن الفيديوهات التي تزعم " بعدم وجود دراسة واحدة حول فيروس كوفيد 19" ؛ مشددا أنها في الحقيقة تحرف الدراسات الفعلية المنجزة ؛ وتزيف المعطيات وتقدمها للجمهور؛ كما أن كل من يشكك في نجاعة اللقاح هو تفسه يستعمل أدوية ضد أمراض مزمنة ؛ انتجتها نفس المختبرات التي اتبعت نفس مسار انتاج اللقاح .وبالتاالي مع الأسف هذه الفايك نيوز أثرت سلبا على العديد من الضحايا بمن فيهم من كان يشكك.

كما وجب أن نعلم أن انتاج الأدوية يتبع مسارا علميا صارما وقوانين ومن الصعب أن يأتي شخص ويحنل ميكروفون للحديث عن هذه الأمور العلمية والطعن فيها.

وعطفا عما سبق ؛ أضاف الدكتور حمضي ؛ مؤكدا أن مختلف اللقاحات فيزر ؛ موديرنا وغيرها ؛ أجريت عليها دراسات نشرت في مجلات علمية وبنتائج مفصلة؛ اطلع عليها الخبراء والباحثين وهي مفتوحة للجميع؛ حول الأبخاث السريرية ؛ ومقابل مايروج بوسائل التواصل الاجتماعي من تشكيكات ؛ هتاك قنوات علنية تفند ذلك ؛ وتبرز أن نظرية المؤامرة هي بمثابة " يقينيات مبتية على فراغ!!"..كما أن الدراسات ذاتها أكدت أن الأشخاص الملحقين يمكن أن يتعرضوا للعدوى بالفيروس ؛ لكن تحميهم اللقاحات من الإثابة الخطيرة والوفيات وبهذا الخصوص؛ أبرزت الدراسات سنة 2021 أن من كل خمس حالات وفاة محتملة واحدة بالفعل حصلت وتم تجنب الأربعة الباقين بفعل اللقاحات ؛ ما يوضح بجلاء أهميتها الحيوية .

وفيما يخص التتبع الايبيديمولوجي لوزارة الصحة ؛ فإننا نلمس ونلاحظ كأطباء في الميدان ؛ ومنذ أسابيع ؛ عودة ظهور أعراض للفيروس ؛رغم أن المواطنين لايقبلون على إجراء التحاليل؛ لكننا نسجل ارتفاعا متوسطا لحالات الإصابة .فنحن يقول حمضي ؛ أمام مويجة للفيروس ؛ لأن الجائحة تتطور على شكل موجات؛ ارتفاع فانخفاض ثم ارتفاع وهكذا دواليك، لكن تنقص حدتها مع توالي الموجات؛ بعدما اكتسب المواطنون المناعة المزدوجة(عن طريق اللقاح والإصابة) ؛ حيث لاحظنا هذه الموجات في مختلف دول العالم والتي لاتدوم طويلا وذروتها ليست كبيرة.

هذه المويجات المسجلة بالمغرب جاءت بسبب اللقاءات والإختلاط المفتوح مع إحواء رمضان الفضيل وعيد الفطر ؛ وعودة الحركة النشيطة للناس ؛ وبالتالي برزت هذه المويجات ؛ وهي غير مقلقة أبدا على المنظومة الصحية ؛ لأن المتحورات المنتشرة هي سريعة الانتشار تخص متحور "أومكرون"؛ وهي أقل شراسة وفتك؛ وبالتالي فالأغلبية الساحقة للمواطنين لهم مناعة هجينة كما سبق الذكر.

لكن مع ذلك يشدد الطبيب حمضي ؛ أن هذا لا يعني أن الجميع محمي من الفيروس وأضراره ؛ خصوصا الفئة الهشة كالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ؛ قلة المناعة؛ التقدم في السن والمرأة الحامل؛ وغير الملقحين ؛ فإنهم يبقون عرصة للإصابة الخطيرة ؛ لكنهم لا يشكلون خطرا على المنظومة الصحية؛ أو يتسببون في العودة لإجراءات احترازية أكثر صرامة ؛ اللهم إلا إذا ظهر متحور أكثر فتكا في العالم ؛ وهو احتمال قائم لكنه ضعيف جدا.

فالحياة ستستمر بشكل طبيعي وعلى الحالات الهشة اتخاذ الاحتياطات اللازمة والخضوع للتلقيح الكامل؛ ومز ظهرت عليه أعراض الإصابة بالفيروس كارتفاع الحرارة والسعال ؛ فعليه بعدم الإختلاط واتخاذ اجراءات وقائية ؛ وحتى من هو بصحة جيدة علية الإحتراز .

وأخيرا استرجع الدكتور حمضي بالنسبة للمغرب بعض الإحصائيات المهمة ؛ مسجلا أن ثلثي الساكنة أخذت جرعتين من اللقاح ؛ والأغلبية المطلقة أصابها الفيروس مرة أو مرتين أو أكثر؛ وبالتالي فهؤلاء جميعا لهم مناعة مزدوجة؛ وهي من أقوى المناعات ضد الفيروس؛ فإذن المنظومة الصحية محمية وتحمي من الموجات ..والحياة تمارس بشكل طبيعي ؛ وهذا بالطبع لايعني أن الفيروس لن يظهر من جديد؛ بل سيعود كأنفلونزا خصوصا في فصل الشتاء ؛ لكن ليس بتلك الشراسة السابقة ؛ ما يتطلب الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات الوقائية .

**إحصائيات إجمالية حول كورونا..و 373 إصابة جديدة خلال الأسبوع الأخير .

في إطار عملية الرصد الصحي بالمغرب ؛ أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يوم الجمعة الماضي في نشرتها الأسبوعية، عن تسجيل ما مجموعه 373 إصابة جديدة بـ(كوفيد-19).

وأبرزت الوزارة، في النشرة الأسبوعية لحصيلة (كوفيد-19)، التي تغطي الفترة من 13 إلى 19 ماي 2023، أن 6 ملايين و884 ألف و701 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و424 ألف و379 شخصا، مقابل 24 مليون و922 ألف و562 شخصا تلقوا الجرعة الأولى وإجراء إجمالي التحاليل ب 13 مليون و14 ألف و921 تحليلة للفيروس.

وتلقى 60 ألف و830 شخصا الجرعة الرابعة التذكيرية التي أوصت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية باعتمادها لكبار السن والأشخاص ذوي عوامل المراضة.

وأضافت الوزارة أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى مليون و274 ألف و553 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، مع معدل الإيجابية الأسبوعي يناهز 17,5 في المائة.

وسجلت حالات الإصابة الجديدة في جهات الرباط سلا القنيطرة (169)،و وفاس مكناس (72)، والدار البيضاء سطات (49)، وسوس ماسة (28)، ومراكش آسفي (17)، وبني ملال خنيفرة (15)، والشرق (7)، ودرعة تافيلالت (7)، والعيون الساقية الحمراء (5)، وطنجة تطوان الحسيمة (2)، وكلميم واد نون (2).

وبلغ مجموع الحالات النشطة 499 حالة، فيما تم تسجيل ثلاث حالات جديدة خطيرة خلال الفترة ذاتها ليبلغ مجموعها أربع حالات.