صحيفة "إيلاف" الإلكترونية تستثمر في الذكاء الاصطناعي

أحداث أنفو الثلاثاء 09 مايو 2023
No Image

AHDATH.INFO

أعلنت الصحيفة الإلكترونية "إيلاف" أنها ستستثمر في الذكاء الاصطناعي.

وقالت إيلاف في بيان صحافي أن استراتيجيتها في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تطوير التجربة الإخبارية التي يخوضها المستخدمون، وذلك بتقديم محتوى مخصّص وجذّاب ومتعمّق، علماً أن الوسائل الحديثة مثل تطبيق المذيع الإخباري الافتراضي وقارئ الأخبار الذكي وتطبيقات التحليل السياسي ومؤشرات الاتجاهات السائدة وتقارير التأثير الاجتماعي لن تعزّز أسلوب "إيلاف" الإخباري وحده، إنما ستعزّز أيضاً مكانتها بصفتها مزوّداً رائداً للخدمة الإخبارية والمحتوى الثريّ. ومع التطوّر المستمرّ للذكاء الاصطناعي، تؤكّد "إيلاف" التزامها الابتكار في كل أبوابها، ما يساهم في نجاحها الدائم، ويقوّي حضورها في ميدانٍ إعلاميٍّ يشهد تنافساً متزايداً ومحموماً، وهذا يؤكد تمايزها الذي حافظت عليه عقدين ونيّفاً من الزمان.

وأشارت إيلاف إلى أنها تخطو خطوة ريادية جديدة، مستندةً إلى تاريخها الإعلامي الطويل، وإلى شبكة دولية من الكتّاب والصحافيين والمحرّرين، نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح أحد أبرز روّاد إنتاج المحتوى الإعلامي، وفي أن تواكب التطوّرات المتسارعة في العالم، لتؤكّد حضورها البنّاء والفاعل في عالم الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، فتحجز مكاناً لها عن جدارة كأول صحيفة إلكترونية ناطقة بالعربية فيه، حاملة لواء الخبر الصحيح والدقيق والتحليل المتميّز والمستقلّ.

وأكد عثمان العمير، مؤسّس "إيلاف" ورئيس تحريرها: "كما استشرفت "إيلاف" قبل 22 عاماً إمكان التعامل مع الخبر بطريقة افتراضية، فكانت أول يومية إلكترونية عربية، ها هي تستشرف اليوم مستقبل الخبر الدقيق، فتجد أن ثمة دوراً كبيراً يؤدّيه هذا الخبر في عالم الذكاء الاصطناعي". وإتمام هذا الدور، كما تستشرفه "إيلاف"، يستدعي أن تعزّز حضورها منفذاً إخبارياً يستثمر في التقنيات المتقدّمة، مميزة بسجلّ طويل وغني من العمل الإعلامي الجاد.

ومع هذه الخطوة المستقبلية التي تخطوها "إيلاف" في هذا الفضاء الجديد، لا تتراجع أبداً عن دورها الإخباري والثقافي والمعرفي الجامع، إلا أن النموّ الذي تطمح إليه يتجاوز حدود هذا الدور ليبلغ الاستثمار الاقتصادي والتكنولوجي، بالتمايز نفسه. فالهدف المنشود هو أن تتحوّل "إيلاف" من وسيلة إعلامية سبّاقة إلى منصة إعلامية – اقتصادية – تجارية متكاملة، ما يرسّخ مكانتها المشهودة في العالمين الإلكتروني والافتراضي، إعلامياً وتجارياً، من خلال أنشطة متعدّدة ومتنوّعة تعتزم إطلاقها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تنظيم المؤتمرات والمهرجانات والمعارض وتوزيع الجوائز في الحقول الثقافية والمعرفية والفنية والاستثمارية والسياحية والإعلامية وغيرها، وتعزيز الحضور في قطاعي الإعلانات والعلاقات العامة وخلق منافذ متخصّصة في هذين المجالين، ودخول قطاع الطباعة والنشر والتوزيع عبر إصدار الكتب والمطبوعات والمنشورات وبيعها، وتصميم البرمجيات وتنفيذها، لا سيّما ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي والواقع الافتراضي، وتصميم التطبيقات وتعميمها، واستكشاف فرص الربط بين البلوكتشاين ومنافذ "إيلاف" المختلفة، بما يخدم القارئ وقطاع الإعلام المعاصر معاً، وفتح الباب واسعاً أمام دعم البحوث العلمية والمعرفية المتخصّصة وتعميمها ونشرها، وغير ذلك ممّا يعزّز دور "إيلاف" الإعلامي ومكانتها الاقتصادية في آنٍ واحد.

ومنذ انطلقت "إيلاف" من لندن في 21 مايو 2001، تقدّم للقرّاء حول العالم كل جديد في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة وعلم الاجتماع وشؤون المرأة والترفيه، بتقارير وافية تأتيها من شبكة واسعة من المراسلين المحترفين، وبمقالات يخصّها بها كتّاب عرب وعالميون يعالجون الخبر من كل جوانبه، ويشبعونه قراءةً وتحليلاً. ولتعزيز انتشارها وتوجّهها نحو شرائح قرائها، وبعد نجاح تجربة "إيلاف المغرب"، تتّجه "إيلاف" الى إصدار طبعات محلية أخرى وبلغات متعدّدة، إضافة إلى إنشائها طبعة خاصة بالمشتركين، تصلهم إلى بريدهم الإلكتروني يومياً، وفيها موضوعات وتقارير تلائم رغباتهم. يقول كريستوفر ماكلوخلين، رئيس مجلس إدارة "إيلاف": "صحيفتنا الإلكترونية حاضرة حيث ينتشر القرّاء، لكننا مستقرّون في لندن، العاصمة العالمية لحرية الصحافة وموطن الصحافة الموثوق بها".

منذ يومها الأول، أثبتت "إيلاف" أنها أجدر من حمل رسالة الإعلام الموضوعي والصادق، فحاربت كل التباس في نقل الخبر أو ما يُحيط بالخبر، وما زالت متمسّكة بهذه الرسالة. لهذا، نالت مع مؤسّسها العديد من الجوائز. ففي عام 2007، كُرّم العمير في دولة الإمارات حيث نال جائزة "شخصية العام الإعلامية" من مجلس إدارة جائزة الصحافة التابع لنادي دبي للصحافة، كما نال درع التكريم من منتدى الجائزة العربية للإبداع الإسلامي في الأردن، وجائزة الإبداع الإعلامي من مؤسسة الفكر العربي في البحرين. وفي عام 2009، فازت "إيلاف" بجائزة الإعلام الجديد للمستقبل من مؤسسة أنا ليند في حفل أقيم في إمارة موناكو، وصنّفتها مجلة "فوربس" في عام 2012 في المرتبة العاشرة بين أكثر المواقع الإخبارية زيارةً، إذ بلغ عدد قرائها في بعض الأعوام خمسة ملايين قارئ. كذلك، صنّفتها مواقع مستقلة في مطلع العقد الماضي بين أبرز خمسة آلاف موقع إلكتروني عالمياً لناحية الانتشار والتأثير. يقول ماكلوخلين: "نرى الأخبار المزيّفة والمعلومات المضلّلة تنتشر اليوم بكثافة، لكن النبأ في ’إيلاف‘ صار معياراً يقاس به أي نبأ. إنها لا تحيد عن مبادئ مؤسّسها، فلا خبر يُنشر قبل التدقيق فيه، والتحقّق من مصادره، والتأكد من صدقية رواته".

يؤكد العمير أن "إيلاف" باقية على عهد الصدقية، وستوثّق ألفتها بالحقيقة، وتقوّي ائتلافَها مع الدقة. يقول: "هذا كله جليّ في اسمنا، ’إيلاف‘؛ وهو باللغة العربية مرادف العهد والألفة والائتلاف، وتبقى هي ’إيلاف‘ نفسها، في العالمين، الإلكتروني والافتراضي، وفي أي مسألة تعالجها". يضيف العمير: "يحتلّ الخبر السياسي حيّزاً كبيراً في ’إيلاف‘، لكنها نأت بنفسها عن الخلافات السياسية وعن التموضع بين الأطراف والدول، وستبقى على هذا المبدأ في خطوتها المقبلة، إذ يبقى الإنسان وقضاياه الرئيسة محور اهتمامها. فهذه القضايا تهمّ القارئ، وباتت جزءاً أساسياً من الإعلام المعاصر".

أدرك العمير باكراً أن إبداع أخبار تلائم الواقع الافتراضي يتطلّب ابتكار لغة بصرية جديدة، فسبقت "إيلاف" هذا التطوّر بخطوتين: عقدت اتفاقاً مع "بي بي سي" لتقديم محتواها الخبري، لتكون جسراً معرفياً يوصل القارئ إلى المحتوى الخبري الغربي. كذلك عقدت "إيلاف" شراكة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية لإصدار مجلة How To Spend It Arabic، الطبعة العربية من مجلة الرفاهية How To Spend It وأول مجلة متخصّصة في الرفاهية في العالم العربي، تتضمّن محتوى حصرياً يعدّه صحافيو "إيلاف" في الشرق الأوسط، إلى جانب مواضيع ومقالات مترجَمة من المجلة الإنكليزية، لتكون نافذةً للقارئ على الرفاهية العالمية. يقول العمير: "هذا المسار التراكمي يرفد قدرة ’إيلاف‘ على ابتكار أدوات صحافية تلبّي ما يفرضه أن تكون حاضرة بقوة في الواقع الافتراضي، وعلى أن تفتح أبواب هذا العالم الجديد واسعةً أمام المستخدم".

لهذا العالم مفاتيحه، أحدها الذكاء الاصطناعي. يقول العمير: "بسبب هذا الذكاء الاصطناعي وذوبان الحدود الفاصلة بين الخطأ والصواب، يذهب الواقع الافتراضي نحو ابتكار طرق غير محدودة لإبراز الخبر الحقيقي". وكما خطفت "إيلاف" قصب السبق قبل ربع قرن، تذهب اليوم سبّاقةً نحو خوض مغامرة إعلامية مختلفة، بفرصها وتحدياتها المختلفة، مبتكرةً طرقها الخاصة ليحظى خبرها الحقيقي والموضوعي بأكبر تفاعل، فيترك أشدّ التأثير في المستخدمين. يقول ماكلوخلين: "نملك رؤية واضحة لما نواجهه، وخططاً متطوّرة جداً لابتكار سبل نَجمع بها الذكاء الاصطناعي والإعلام المعاصر في بوتقة خبرية واحدة وواعدة. وها قد بدأت رحلتنا نحو الغد".

هذا الغد، في قاموس "إيلاف"، هو المرحلة التالية من استراتيجيتها للنموّ والتوسع. ولبلوغ هذا الغد، تبحث "إيلاف" عن مستثمرين يشاركونها أفكارها، وقيمها، وشغفها بإعلام موثوق ومستقل في متناول الجميع، ويعيشون معها رحلةً محفوفة بالإثارة والجدية نحو عالمٍ ما زالت ملامحه ترتسم شيئاً فشيئاً لتكون صورة للمستقبل. فهل تريد أن تكون على متن رحلتنا مستثمراً في مستقبل الإعلام الحرّ والصادق؟