تعزيز جاذبية جهة الشرق كلف استثمارات بقيمة 150 مليار درهم

الاحد 19 مارس 2023
No Image

ميناء جديد بمعايير دولية، ومحطة لتحلية المياه في الأفق، إلى جانب مشاريع عمومية أخرى أنجزت على مستوى البنيات التحتية وغيرها. هكذا تغير وجه جهة الشرق بعد 20 سنة على الخطاب الملكي الذي أسس للدينامينة الجديدة للجهة.
نهاية الأسبوع الماضي، كانت مدينة وجدة على موعد مع "شرقيات"، لتقييم الحصيلة ورسم خارطة مستقبل الجهة.
التظاهرة تنظمها من ولاية جهة الشرق ومجلس جهة الشرق والمركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق ووكالة تنمية جهة الشرق، فيما يحضرها عدد من الفاعلين ومن صانعي القرار من عالم السياسة والاقتصاد محليا، وطنيا ودوليا.
هذه الدينامية التي كلفت 150 مليار درهم من الاستثمارات طيلة العشرين سنة الماضية، مما مكن من تغيير المنطقة على جميع المستويات على حد قول والي الجهة، معاذ الجامعي، في عرض يوم السبت الماضي تحت عنوان "استثمر في الشرق، أرض النمو"، مبرزا أن هذه الدينامية جاءت بفضل المبادرة الملكية المرتكزة على أربعة محاور.
هذه المحاور تتمثل في تحفيز الاستثمار، وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة من طرف الشباب، وتوفير التجهيزات الأساسية الضرورية بالجهة، وتشجيع المشاريع الاقتصادية كمسألة ذات أولوية.
هناك أيضا تعزيز التعليم والتكوين، وتطبيق مبادئ التضامن، وكذا إنشاء آليات محددة للتمويل والمتابعة والتقييم، يضيف الجامعي.
الآن باتت الجهة تتوفر على نقاط قوة حقيقية لجذب الاستثمارات. هناك الطريق السيار وجدة-فاس، والطريق المداري المتوسطي، والطريق السريع وجدة-الناظور، ومطار وجدة أنجاد، فضلا عن المنتزه الإيكولوجي لوجدة، فضلا عن تطوير منتجع السعيدية السياحي، وتهيئة بحيرة "مارتشيكا"، بالإضافة إلى محطة توليد الطاقة الحرارية الشمسية بعين بني مطهر، وكذا القطب التكنولوجي "تكنوبول"، وحديقة سلوان، والقطب الفلاحي "أغروبول".
وأما على مستوى الرأسمال البشري، هناك مدينة المهن والكفاءات بعمالة الناظور تعد كذلك نقطة مهمة لجذب المستثمرين المتطلعين لشباب مؤهل، يقول المتحدث ذاته.
بعد هذه الدينامية الجديدة، ينصب اهتمام الجهة حاليا على جذب الاستثمارات الخاص بما يخدم إحداث فرص الشغل، يقول من جانبه محمد صبري مدير المركز الجهوي للاستثمار، مشيرا في تصريح لـ"الأحداث المغربية" إلى إعداد خطة جديدة لاستقطاب الرأسمال الخاص، وهو ما بدا يتحقق الآن، حيث إن شركات كبرى باتت تنجذب إلى الجهة كما هو الأمر بالنسبة المجموعة الدولية متعددة الجنسيات "أبتيف" للسيارات التي دشنت، يوم السبت 18 مارس 2023 بوجدة، مصنعها الأول بالقطب التكنولوجي لوجدة، فيما يعد المصنع، تدريجيا، بإحداث 3000 منصب شغل مباشر.
هذا المصنع شيد بالمنطقة الحرة لوجدة على قطعة أرضية تقدر مساحتها بـ8 هكتارات، مجاورة للمطار. وتطلب بناء المصنع استثمار 394 مليون درهم، حيث صمم ليكون "صديقا للبيئة".
كما تراهن الجهة على المشروع المهيكل ميناء الناظور "غرب البحر المتوسط"، ليكون محركا حقيقيا للتنمية، وتحويل الجهة مركز متوسطي بل وقاري.
في هذا الإطار يرتقب، محمد جمال بنجلون، المدير العام للميناء انتهاء أشغال بناء هذا الميناء منتصف سنة 2024، على أن تبدأ بعد ذلك مرحة التجهيز في أفق تدشينه.
الجهة ستكون أيضا على موعد من إطلاق طلب عروض لإنشاء محطة لتحلية مياه البحر بالناظور بخلال هذه السنة، يكشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة مضيفا أن هذه المحطة ستضم جزءا خاصا بالماء الشروب، وآخر بالمياه الموجهة للمجال الفلاحي، بالنظر لأهمية الري.
في هذا الإطار، أبرز بركة أن الجهة تتوفر على 24 سدا كبيرا و22 سدا صغيرا، مذكرا، في هذا الصدد، بالجهود المبذولة لتعبئة المياه الجوفية، وضمان التزود بالماء الشروب في الأوساط القروية.
ولتلبية الطلب على المياه، قال إن هناك كرسيف والدريوش وتاوريرت وفجيج.
وعلى المستوى الفلاحي، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، محمد الصديقي أنه منذ 2003، انطلقت أوراش كبرى مما مثل قفزة نوعية في هذا المجال.
من الأمثلة التي ساقها صديقي، هناك إنجاز أنظمة مقتصدة للمياه، وتوسيع الري، وتثمين الأنظمة الزراعية وتطوير القطب الفلاحي لبركان، فضلا عن دعم قطاع تربية المواشي في الجهة، التي تتوفر على مؤهلات تبلغ 117 ألف هكتار.