عشرات المحققين ومئات العينات البيولوجية.. البسيج يكشف تفاصيل التحقيق الذي قاد لتوقيف المتطرفين الذين قتلوا شرطي "الرحمة"

محمد أبويهدة- تصوير وراق الجمعة 17 مارس 2023

AHDATH.INFO



كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية حبوب الشرقاوي عن مسارات جريمة قتل الشرطي شهيد الواجب العامل بمنطقة الرحمة بالدارالبيضاء مؤكدا تورط ثلاثة متطرفين في هذا العمل الإجرامي.

بوبكر سبيك الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أشار بدوره إلى الإمكانات الهائلة التي تم رصدها بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء وخبراء الشرطة العلمية خلال التحقيق في سباق مع الزمن للكشف عن كل خيوط هذا العمل الإرهابي.

الندوة الصحافية التي تم عقدها بمقر المكتب المركزي استهلت بدقيقة صمت ترحما على الشرطي هشام بورزة.

وخلال الندوة أكد حبوب الشرقاوي أن منطلق البحث بدأ بالعديد من الفرضيات انطلاقا من الجريمة المنظمة والجريمة بغاية السرقة ثم التطرف ومرورا بباقي مسارات البحث المتشعبة.

وقال حبوب إن فرق البحث عملت على تحليل طريقة تنفيذ الجريمة والتمثيل بجثة الضحية وتجريده من سلاحه ودراسة مسرح الجريمة.

وأكد أن التحقيق تطلب تفريغ العديد من المحتويات الرقمية وتعقب مسارات سيارة الضحية ولوازمه.

أولى خيوط الاعتداء الإرهابي اتضحت مباشرة بعد اعتقال أول مشتبه فيه، مع العلم أنه تم الاستماع إلى العديد من الأشخاص الذين قادتهم الصدفة إلى مسرح الجريمة ومنهم أشخاص تم استقدامهم من ورزازات لكن تبينت براءتهم وٱخرين من السعيدية وأحيلوا على القضاء لتورطهم في قضايا إجرامية أخرى.

وبفضل التنسيق بين مختلف المصالح الأمنية التي اشتغلت على القضية وكذا مصالح الدرك الملكي والسلطة المحلية ومساهمة عدد من المواطنين الذين أدلوا بشهاداتهم وٱخرين عبروا عن تعاطفهم، تم توقيف المتهمين بكل من الدارالبيضاء وسيدي حرازم.

المتهمون الثلاثة كانوا يستعملون سيارة مكتراة خلال تنقلهم تم حجزها، ويمارسون مهنة تجارة الألمنيوم، ولا يتوفرون سوى على مستويات تعليمية متدنية. يبلغ أميرهم المزعوم 31 سنة وقد شارك في عملية قتل الشرطي مع مشتبه ثاني يبلغ من العمر 37 سنة، في حين قام الثالث البالغ 50 سنة بطمس معالم الجريمة وإحراق سيارة الشرطي شهيد الواجب.

ولربط المشتبه فيهم بجريمة قتل الشرطي تم مسح مسرح الجريمة بشكل دقيق، حيث اشتغلت فرق البحث الميداني التابعة لمديرية مراقبة التراب الوطني بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية التي عبأت 190 محققا.

ولعب تحليل الأدلة الجنائية دورا مهما في توقيف المشتبه فيهم حيث تم فحص حوالي 500 عينة بيولوجية قبل التأكد من تورط المتطرفين في عملية القتل.

وكشفت التحقيقات أن المشتبه فيهم قد خضعوا لاستقطاب سريع لم تتجاوز مدته شهرا ونصفا حيث أعلنوا البيعة لأمير تنظيم داعش المزعوم وشرعوا في التخطيط لاعتداءات إرهابية.

ووضع الموقوفون نصب أعينهم الحصول على سلاح ناري لتنفيذ مخططهم وهو ماقادهم إلى الاعتداء على الشرطي وقيامهم بطمس معالم الجريمة. وكان من المفترض المرور إلى اعتداءات أخرى، لكن جهود مصالح الأمن حالت دون ذلك، حيث كان من المفترض قيامهم بالسطو على وكالة بنكية لتمويل باقي مراحل مخططهم الاجرامي.

مصالح الأمن تمكنت أيضا من حجز أصفاد الشرطي التي كانت مخبأة وسط أذوات المشتبه فيهم الخاصة بنجارة الألمنيوم، كما توصلت إلى سلاحه الوظيفي وخمس رصاصات في علبة للمعدات وقد مكنت التحاليل من التأكد من عدم استعمال المسدس.

وفي هذه الأثناء مازالت فرق البحث الميداني تعمل على تعقب مشتبه فيهم محتملين.