أهل العزم !

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 16 مارس 2023
No Image

على قدر أهل العزم تأتي العزائم، والمغرب الذي ظل دائما قادرا على الحلم لنفسه بالأفضل، أكدها مجددا، وهو ينضم للترشيح الإسباني/البرتغالي لتنظيم مونديال 2030، وأعاد التأكيد على أنه يؤمن بقدرته على هذا الأمر الذي لطالما طالب به منذ دورات عديدة.

وكم كانت جملة جلالة الملك في الرسالة التي وجهها جلالته بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 منالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي منحت لجلالته بكيغالي عاصمة رواندا، رائعة ودالة وهي تقول "وذلك لأن طموحي من أجل بلدي لا يضاهيه في جوهره سوى طموحي من أجل القارة الإفريقية"، قبل أن يضيفجلالته متحدثا عن الترشيح المشترك بين بلادنا وإسبانيا والبرتغال "وسيحمل هذا الترشيح المشترك، الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي. كما سيجسد أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والامكانات."

هذا البلد ظل دوما وأبدا مقتنعا أنه وأبناؤه يستحقان الأفضل، واستطاع رغم كل الإكراهات والصعوبات،وهي عديدة ومتنوعة، وفيها الداخلي وفيها الخارجي، أن يجد لنفسه موطئ القدم المستمر في مقدمة كثير من الأحداث العالمية المؤثرة والكبرى.

سر ذلك الوحيد، توفر الوطن على جنود حقيقيين يقاتلون يوميا من أجله، كل في مجال تخصصه، من الرياضة حتى الاقتصاد، مرورا بالسياسة والثقافة والأمن داخل وخارج البلاد وتنمية المجتمع وبقية الميادين.

لذلك لاتستغربوا أن يركز أعداء الوطن من الحاقدين في حملاتهم الشاردة، التي لاتنتهي واحدة منها إلا لكي تبدأ الثانية، على الناجحين من رجال ونساء هذا الوطن.

هم يعرفون أن ضرب هاته النماذج المتميزة التي توفقت في مسيرتها، والتي ساهمت في إشعاع الوطن في ميدانها، أمر قادر على زرع ثقافة الإحباط واليأس في قلوب الناس.

هم يعرفون أن عدوى الإيجابية والنجاح تنتقل بسهولة، لذلك يحاربونها بعدوى السلبية والفشل.

لسان حالهم يريد أن يقول لنا بأنه ليس فينا صالحون، وأننا كلنا فاسدون، والهدف من الأمر ضرب معنويات الشعب، وإقناعه ألا أمل.

ولاتستهتروا بأي حملة ترونها عابرة أمامكم وتعتقدوا أنها صدفة جمعتها نية حسنة لأناس تاهوا في الطريق.

لامجال للصدفة هنا. كل شيء مدروس ومخطط له. وربما ينخرط الكثيرون عن حسن نية في مثيل هاته الحملات، لكن التدبير الأول والتفكير الأساسي فيها ناتج عن سوء نية، وعن سبق إصرار وترصد.

وهذه مسألة يجب أن نقتنع بها: هذا الوطن مستهدف، والمخططات للنيل منه لاتتوقف، والاستثناء الذي شكله على امتداد عقود كثيرة في منطقته ومحيطه الإقليمي أمر يثير غيظ وحنق وحقد غير ماجهة، وأكثر من طرف.

لحسن الحظ لدينا الترياق والدواء: أمام كل نية سيئة جديدة تظهر نيات حسنة كثيرة تواجهها، وتنتصرعليها، وتذكرنا ألا حل أمامنا إلا مواصلة المسير، فقدر هاته القافلة المغربية هو ألا تتوقف إلى أن تصل مرادها، وستقول حينها "هل من مزيد؟".

هو قدر أهل العزم، ولذلك أتت العزائم كبيرة أمامهم لايهابونها، بل يهوون المرة بعد الأخرى خوض غمارها...

هو القدر المغربي باختصار، قدر تلخصه كلمتان: النية الحسنة، وصرخة "سييير، سييير"، في كل المجالات.