ماتش خايب !

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 15 مارس 2023
No Image

لدي عدد كبير من الأصدقاء الرجاويين، الذين لم يرحموني بعد مقال "من يخاف نجاح لقجع؟"، والذين لجأ بعضهم لسباب غير مقبول، ولاعلاقة له فعلا بالعقلية الرجاوية الأصيلة والأصلية، وهي عقلية عالمة نفتخربها العالم كله بسبب وعيها المتقدم، وقدرتها المتميزة على الإبهار.

البعض كتب يقول إنها "فلوس الدعم" التي جعلتكم تدافعون عن لقجع. والبعض تخلى عن كل أدبه، أوماكنا نفترض - من باب حسن النية في الأشخاص - أنه أدبه، ووصف الصحافة المغربية بالمرايقية والرشايوية، بل وبالكلاب وبألفاظ أخرى بذيئة تدل فقط على معدن مستعملها أولًا، وتدل ثانيا على ماظللنا نردده على أسماع الجميع منذ قديم الزمان: لدينا مشكل تواصل حقيقي ياقوم.

مشكل قوامه التالي: إذا قلت لي مايروقني، أنت بطل.

إذا عبرت عن رأي لايوافق هواي أنت أسوأ شخص فوق هاته البسيطة.

المسألة لاتقتصر على الكرة. المسألة عامة تشمل كل مناحي الحياة في بلادنا وفي البلدان التي تشبه بلادنا.

هناك عسر حقيقي في تقبل حقيقة بسيطة وبديهية أبسط: أن رأيك ليس الرأي الوحيد الموجود في المكان.

الله سبحانه وتعالى خلق الآراء المختلفة رحمة بالعالمين، وحين فرق الأرزاق الجميع طمع في رزق الآخرين، أماحين فرق العقول، فالكل أحب عقله هو مثلما يقول مثلنا الدارج، لذلك لامفر من العودة كل مرة إلى الموضوع لأنه فعلا محزن ومؤلم.

حلوله تبدأ من تلقين الصغار (أما الكبار ففات فيهم الفوت) أن الحياة هي ملتقى لأناس مختلفين بأفكارمختلفة، بآراء مختلفة، بديانات مختلفة، بتصورات مختلفة، بعقليات مختلفة، وحل الاختلاف ليس سب من نختلف معه، ولا قتله في أسوأ الحالات.

حل الاختلاف هو أن تتذكر أن الله جل وعلا خلقك بأذنين إثنين، وبفم واحد، لكي تسمع أكثر مما تتحدث، ولكي تبحث في خاصية السمع هاته وحاسته، عن أمور تجعلك تفهم المختلف معك وعنك، وتستوعب بعضا من أوجه هذا الاختلاف.

الشتم سهل. السباب لايتطلب مجهودا فكريا كبيرا.

بالمقابل محاولة الفهم، ومحاولة التواصل، ومحاولة فهم الاختلافات كلها، أمور ليست بمقدور الكل.

الله سبحانه وتعالى اصطفى بها من يحبهم من عباده، وترك للغوغاء والعوام الغريزة البدائية لقتل من يقول لهم كلاما لايروقهم، قتلا رمزيا أو ماديا حقيقيا.

"فين خليناها؟"

إيه، كنا نتحدث عن الكرة فوجدنا أنفسنا نتحدث عن كل شيء.

عادي جدا، فملاعب الكرة انعكاس مصغر للملعب الكبير الذي نخوض فيه يوميا مباراة الحياة، والمسمى...مجتمعنا.