نحن وفلسطين !

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 14 مارس 2023
No Image

لاأحد هنا في المغرب يقبل المزايدة على بلادنا في علاقتها بالقضية الفلسطينية، حين تأتي المزايدة منأطراف خارجية (دول معادية لاتحمل المغرب قلبه، أعداء واضحون لنا، أحزاب متطرفة أجنبية،...إلى آخره.)،فمابالك بنا عندما يزايد علينا أبناء الوطن في بلاغ حزبي لهم ينتصرون فيه للأطروحات الحقودة التي تريدأن تقنع من لايعرفون عمق الأشياء وحقيقتها أن المغرب (باع) فلسطين؟؟؟

لذلك كانت صدمة المغاربة كبيرة من بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، (الحزب الذي وقع زعيمه السابق بالمناسبة نيابة عن المغرب الاتفاق مع إسرائيل وأمريكا) و الذي أراد أن يوهمنا جميعا أن"البيجيدي" هو آخر طرف حزبي وسياسي في البلد يحمل هم القضية التي (بعناها) جميعا حسب زعم بلاغ العدالة والتنمية.

ولذلك أيضا كان بلاغ الديوان الملكي حاسما وضروريا وواضحا للرد على هاته السابقة الخطيرة التي خلطت بين كل شيء، والتي أكدت - لنا نحن على الأقل - ماظللنا نؤمن به دوما وأبدا بخصوص هاته الحركات والأحزاب المتخفية في لبوس الدين، تريد به الرواج السياسي من أنه "ليس في القنافذ أملس".

بلاغ الديوان الملكي وضع كل النقط على كل الحروف:

المغرب يضع القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضيته الوطنية الأولى، صحرائنا.

المغرب احترم باستمرار اعتبار السياسة الخارجية للمملكة تخصصا ملكيا خالصا، تفاديا للعب الحزبي الذي يشبه اللعب الذي انخرط فيه بلاغ الأمانة العامة للبيجيدي. المغرب هو آخر بلد قد يخضع للابتزاز في قضاياه الكبرى، خصوصا حين يكون هذا الابتزاز الصغير والخطير على يد طرف داخلي وفي ظرفية دولية معقدة جدا مثل هاته التي نمر منها.

المغرب انخرط قبل الجميع في الإيمان بالسلام، وهو أصلا بلد ظل يقول دائما إن الحوار هو السبيل الوحيد لوضع حد لمعاناة شعبنا الفلسطيني، وحين وقع الاتفاق الثلاثي مع أمريكا وإسرائيل، وقعه في ظروف واضحة ومعلومة، وأخبر كل القوى الحية في البلد بأهمية هذا الانخراط، وأخبر أساسا السلطة الفلسطينية، وهي صاحبة الشأن الأول في الحكاية كلها.

كل هذه الأمور تعرفها قيادة العدالة والتنمية، لكن بلاغ أمانتها العامة الأخير تجاهل كل هذا، فقط لكي يذكرنا نحن المغاربة أن الأهل في "البيجيدي"، لازالوا عاجزين عن "هضم" خروجهم من الحكومة.

الحكاية كلها تختزل هنا: عند الحاجة ينزعون عن وجوههم قناع اللطف المبالغ فيه، ويقولون لنا إنهم قادرون على الأسوأ.

نحن نعرفها منذ القديم، وفي حكاية العلاقة مع إسرائيل بالتحديد خبرناهم جيدا، وجربناها أكثر من مرة، لأننا مجرد وسيلة إعلامية يستطيعون سبها وشتمها وتخوينها دون أن يخشوا شيئا.

تلك هي حقيقتهم، وذلك هو وجههم الفعلي: معادون للسامية، كارهون للعبرانيين، يحلمون بإلقاء أي مختلف عنهم في البحر، لأنهم لايؤمنون باختلاف.

هذه المرة فقط عبروا عنها بشكل آخر، أما الحقيقة فهي أنهم فقط كشفوا مجددا عن مكنونهم الفعلي الذي يرددونه حين يكونون بينهم.

وحسنا حقا فعل بلاغ الديوان الملكي، إذ الأفضل مع هؤلاء وأمثالهم من اللاعبين على كل الحبال (لئلا نقول المنافقين ونتذكر الدرك الأسفل من النار)، هو الوضوح المغربي الدائم والشهير.