AHDATH.INFO
في كلمته التي ألقاها خلال "ندوة التسامح والتعايش السلمي" بالإمارات أكد وزير الخارجية السابق، محمد بنعيسى على دور الدول العربية والإسلامية في إرساء قيم التسامح والتعايش ، مشيرا أن الأمر يتسم بمسؤولية مضاعفة بالنظر لما تشهده المنطقة لعربية والإسلامية، من تنامي النزاعات والتوترات، ومظاهر العنف والاحتراب والاقتتال ، وما يخيم عليها من استمرار سلوكيات الغلو والتشدد ، مع استفحال النزوعات الطائفية والمذهبية الضيقة ، إلى درجة لم يعد بإمكان المراقب المتتبع أن يتنبأ بمآلات هذا الوضع المؤسف والمؤلم.
واضاف بنعيسى :" لقد شاهدنا كيف تشتت كيانات في منطقتنا العربية ، وكيف تمزقت وحدة شعوبها وتحولت إلى فصائل وطوائف متحاربة ، على أرض الوطن الواحد.وشاهدنا كيف تتمدد الفوضى، أمام حالة من التخاذل الكبير في معالجتها من لدن أبناء الوطن الواحد.".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأضاف بنعيسى أن" المطروح علينا اليوم وبإلحاح، هو كيف يمكننا أن نطور قيمنا ومدركاتنا وتصوراتنا ومناهجنا التربوية والتعليمية ، حتى تصبح متناغمة مع قيم التسامح وثقافة التعايش ، لأنها مع ثقافة الحوار و التواصل، هي الأساس الحقيقي والمتين، لكل حياة ديمقراطية،إذ لا ديمقراطية بدون إرساء قواعد التعايش بين أبناء الأمة الواحدة ، وبينهم وباقي البشرية. فالديمقراطية لا يمكن اختزالها فقط في الأحزاب ، والنقابات ، والانتخابات ، ووجود برلمانات ومجالس وهيآت منتخبة ، وإنما هي قبل كل شيء سلوك مدني ، يقوم على مبادئ التعايش والتسامح، والتساكن والرحمة، ورسوخ القناعة بفضيلة تحمل الاخر والقبول به.
. ومن ثمة تصبح فكرة التسامح، نقيضا للعنصرية والتسلط
و أكد بنعيسى على دور المواطن في إشاعة قيم التسامح والتعايش مع غيره،سواء من أبناء وطنه الأم ، أو زواره أو المرتبطين معه بعلاقات اقتصادية وتجارية ،أو سياحية أو سياسية أو المنخرطين معه في تحالفات إستراتيجية ، اقتضتها ضرورة حماية السيادة الوطنية ، وأمن البلاد وازدهارها ، وتموقعها في صدارة دول العالم الوازنة.
وفي ختام كلمته أشاد بنعيسى بالمبادرات الشجاعة التي قامت بها المغرب والإمارات، من أجل
إشاعة ثقافة التسامح والتعايش ، سواء لدى المواطن ، أو لدى المقيمين على أرضهما من مختلف الأجناس والديانات والثقافات، مشيرا أن المبادرات الرائدة لجلالة الملك محمد السادس، ومواقفه الإنسانية الداعمة لمبادئ التسامح والتعايش ، تستحق كل الإشادة والثناء والتنويه.