# : حرب الهاشتاغات!!!

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 03 مارس 2023
No Image

"الله ينجيك من (الهاشتاق) يلا فاق".

هذا هو الدعاء الصباحي / المسائي الذي ينام به ويستيقظ عليه الحكام المتجولون بين عصب المواقعالاجتماعية، وهم يرون اندلاع حرب الهاشتاغات بين القوم

هاشتاغ مع لمجرد، هاشتاغ ضده.

هاشتاغ يدين الاغتصاب. هاشتاق يتمناه للجميع.

هاشتاغ يعتبر حكيمي مذنبا حتى تثبت براءته، وهاشتاغ لايعتبر أي شيء.

هاشتاغ يرى أن مطيشة دارت القرون، وهاشتاغ يرى أننا نعيش في رخاء غير قابل للتقليد.

هاشتاغ يدين المحروقات، وهاشتاغ يطالب بالمزيد من إحراقنا بها.

هاشتاغ يريد الدعم العمومي، هاشتاغ يريد "حتى هو الدعم العمومي"، (في هاته لا يختلف القوم كثيرا،نسأل الله العفو والعافية من آفة التسول).

هاشتاغ مع أوكرانيا وفلسطين وإقليم البنجاب، وهاشتاغ يحلم بالسويديات الهاربات من قوم الفايكينغ نحو قومنا الممسوسين بالحمى بالباردة...

نستطيع القول إننا أدخلنا السيوف إلى أغمادها، وأعدنا المسدسات والبنادق إلى ثكناتها، ووجدنا سلاح العصر الجديد. الضرب بالهاشتاغ أو الهاشتاق، والله أعلم بالترجمة الصحيحة.

هل هو أقل فتكا من الأسلحة التقليدية؟

الجواب بالنفي أو التأكيد مغامرة غير محسوبة العواقب، ذلك أن خسائر حرب الهاشتاغات هاته تضربالعضو الوحيد في الذات الإنسانية الذي لايمكن إصلاح تلفه إذا تعطل: العقل .

وبالنسبة لأمة عانت الكثير من نقاش العقل والنقل هذا، وانتهت إلى أن أفضل الحلول بالنسبة لها هو تعطيل الأمرين معا، وقضاء الحاجة على رؤوس العباد بتركها، الأمر حقا مفزع وخطير.

هو يضرب في مقتل حتى تلك القدرة النادرة الباقية لدى البعض منا على التفكير، على إعمال الدماغ، على عدم ابتلاع أي طعم يرمى لنا في الطريق.

وعندما نرى حجم الخسائر الواقعة، ونرى عدد جرحانا وموتانا في حرب الهاشتاغات هاته، وضمنهم أناس كنا نعتقدهم كاملي اللياقة العقلية، فاكتشفنا أشياء أخرى، (عندما نقوم بالعد، ونستسلم للحساب) نحس بهول الفاجعة، ونكاد نقول لأنفسنا إننا حقا وقعنا في الفخ، وأنه ليس هناك من طريق عودة، وأنه لا أمل في الرجوع..

في السابق من الأوقات كان لدينا كبار قوم نعود إليهم حين التيه الصبياني الجماعي. كانوا يقولون لناابتعدوا عن هاته أو واصلوا تلك. كنا نسألهم النصح فعلا، وكنا نلتزم بنصائحهم التي كانت تشبه الأوامربالنسبة إلينا.

اليوم عليك أن تأخذ موعدا مع الهاشتاغ، وأن يلائم هاشتاغك هاشتاغ من تنوي الحديث معه وإليه، وإلا فإنه سيناصبك العداء، وسيضربك بهاشتاغين أو ثلاثة لاتستقيم لك وقفة بعدها.

كنا في سالف العصر والزمان، أي منذ حوالي العشر سنوات أو مايزيد قليلا فقط، نجد أناسا عقلاء ندخل وإياهم فيما يمكن وصفه بالمحادثة، بالكلام، بالحوار، بالجدال، بالمجادلة، حتى وإن كانت حادة، بكثير من الأخذ والرد العاقلين، المستندين على الحجج والبراهين وعلى طريقة القول المنتقاة والتي تشير إلى معدن كل واحد منا، والتي تؤكد من أين أتى هذا المتكلم، وماحدود قدرته على التعبير والتفكير.

اليوم، "يزغبك راسك"، وتحاول أن تنخرط مع تريكة الهاشتاغات في نقاش ما، ولن تسمع من المنقي إلاخيارو.

سيسبون والدتك ووالدك أولا. هادي البداية ومازال مازال، وبعدها ستستمتع - وأيم الله - بماتعرفه ومالاتعرفه من عبارات الهجاء المنتقاة من قاع الخابية، والمستندة غالبا على قواميس تلك الأماكن اللطيفة التي قد يشرب فيها الإنسان قدرا غير يسير من مذهبات العقل دون أن يخسر المال الكثير، أي البارات الحقيرة والرخيصة.

ستفهم أن الزمن ليس زمن نقاش. هو زمن صمت وسكوت.

ستستوعب ولو بعد حين سبب هروب الكثيرين إلى وحدتهم، واختيارهم الحديث مع من يعرفونهم ويعرفون قيمتهم، وتفضيلهم الابتعاد عن الناس عوض ترك "الراس مداس" مثلما يقول المصريون.

تراودك فكرة جهنمية: أن تخترع هاشتاغا يقول مامعناه، لتفادي "تخسار الهضرة" في مقام هو ليس مقامها "هاشتاغ تبًا ديال "إم بي سي" للجميع"، ثم تتذكر أن أحدهم سيرد عليك بهاشتاغ مضاد هو "تبين لك مرتين يا ابن الفاضلة"، فتقرر لعن الشيطان الرجيم في أيام العواشر المفترجة هاته، وتتذكر أننا في شهر شعبان ، وهو شهر خير يبشرنا بمقدم الشهر الفضيل.

تعتبر أن أفضل مايمكن القيام به حقا هو رفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يمن على المقتتلين في حرب الهاشتاغات هاته بقليل من العقل، إن لم يكن ممكنا المن بالكثير منه.

تحمد الله وتقول آمين، وتنتظر صلاة التراويح "من دابا"، وتنام .