اعتراف !

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 21 فبراير 2023
No Image

أعترف بها: لم أعد قادرا على اللحاق بكم.

أريد بصدق أن أمثل دور "ولد الوقت" الذي لاتتجاوزه التطورات، لكن سرعتكم فاقت سرعة الصوت،ومجاراتكم هي مسألة من سابع المستحيلات.

آخر مستجداتكم أسطورة الأساطيل إلياس المالكي. كنتم تتابعونه بقوة وتصفقون له وتهتفون، ثم قررتم الانقلاب عليه.

قبلها كنتم تتبادلون مع بعضكم البعض دروس التقوية في "المعيور"، التي يلقيها على أسماعكم وتشاهدونها بأنظاركم، الأستاذ رضا ولد الشينوية، لله دره ودركم أنتم أيضا.

بين الإثنين كنتم تراقبون دكتور الدكاترة الفايد، وقد قرر الخروج على "صحاب القفاطن"، من ساكنة اليوتوب(دفاعا عن الإسلام) بسلسلة فيديوهات "ضرب ليهم فيها كلشي فالزيرو"، فقرروا أن ينالوا منه دفعة واحدة،وأن يضربه كل واحد منهم بسيف لكي يتشتت دمه بين القبائل.

"شكون آخر؟ شكون آخر؟".

"إييييه"، تذكرت، ناقشتم بحماس منقطع النظير كليب "ديزي دروس" الجديد، واتضح أنكم أساتذة مبرزون"فهاد الشي ديال الراب"، علمتم توباك والنوطوريوس بيغي الأشعار والقافية، ولقنتم البيغ وديزي وطوطوو"ختك"، كيفية أداء هذا النوع من الفن، وتباريتم في القراءة حتى نسي "مول الأغنية"، بنفسه ما الذي كان يريد قوله أصلا منها.

مررتم وأنتم ترددون "أنا غادي للدار"، على صديقنا المجدد الجميل نعمان لحلو، وناله منكم ماينال كل من يقترب من عوالمكم الغريبة، ثم انتقلتم إلى الأسعار، وسبب غلاء "مطيشة"، وكيفية القضاء على التضخم فيظرف سبع ساعات دون معلم خضار يصحبك معه إلى "مارشي كريو"، لكي تعرف الطريقة المثلى لحمل"الكوربات" أو الصناديق دون أن "ينفدع" لك الكتف الذي تعرف من أين تأكل لحمه.

تحدثتم قليلا عن زلزال تركيا، وكدتم تعطون فيه رأيا، ثم لعنتم الشيطان، لأن الثلج تساقط، فقررتم أن تنتقدوا بطء المساعدات قبل أن ينتهي "التبروري" من النزول.

أهلنا من المحاصرين هناك أول من يعرف أنكم تكذبون، وأن كتابة تدوينة عابرة للركوب المتواصل على البوزأمر سهل للغاية، أما وضع اليد في العصيدة التي تظهر لكم باردة، فأمر دونه الموت الزؤام.

وحتى في هاته الأثناء، ونحن نرتكب هاته الأسطر، من غير المستبعد أن تكونوا قد عثرتم على موضوع جديد تنزلون إليه "سطولكم"، لكي تدلوا فيه بدلوكم، بل بكل الدلاء.

أنا معجب بكم، لكنني لاأستطيع السير سيركم.

سيري سير ضعفاء يقفون طويلا قبل أن يتحركوا، ويفكرون قليلا قبل أن يتحدثوا.

لذلك لاأستطيع ومن كان مثلي أن نجاري أصحاب "اللايف"، المتربصين "على قرصة" بأي شيء يقع لكي يعطوا فيه رأيهم وإن لم يكن لهم أي رأي.

السؤال الجوهري الآن: من أوصل الهواتف والأنترنيت وكل هاته التكنولوجيا الذكية بين أيدينا وأيديكم نحن وأنتم الأغبياء؟

من ارتكب هاته الفرية؟

من ورطكم في كل هذا الهراء؟

من فرض عليكم هذا التمرين القاسي الذي تنتهون منه وأنتم ترددون "لا للتفاهة"، قبل أن تعودوا إلى"تطلاع تيكتوك وتهباطه" من جديد؟

لا أدري، حقيقة لاأعرف، لكنني متأكد من شيء واحد على الأقل: أنا بعدا عطيت حماري...أعز الله قدر الجميع.