الكذبة الكبرى…بينوكيو ومن معه !!!

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 20 فبراير 2023
No Image

في فرنسا يقولون في مأثورهم "كلما كانت الكذبة أكبر وأكثر فظاظة كلما سهل تصديقها"، وبخصوص حكاية "بيغاسوس" التي اخترعت بالكامل من أجل توريط المغرب فيما لاعلاقة له به، ظل بلدنا يقول "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، منذ اللحظة الأولى.

وهانحن اليوم نصل إلى مايقارب التسعة عشر شهرا، ولازالت براهين التجسس لم تظهر، ولازال علماء التكنولوجيا الافتراضية عاجزين عن تقديم أي دليل صغير على الاتهامات الكبرى التي وجهوها لبلادنا.

محامي المغرب في هاته القضية أوليفيي باراتيلي قالها يوم الجمعة في فرنسا "علمنا الآن أنها كانت إشاعة كبيرة، ومشروعا عملاقا لزعزعة استقرار المغرب"، قبل أن يعيد التأكيد على أن المملكة لازالت تنتظر دليلا واحدا من متهميها على صحة ادعاءاتهم.

حتى تلك الجرائد الفرنسية التي كانت تبدو لنا محترمة في وقت من الأوقات، وكنا نعتبرها مصادر خبرموثوقة، لاتنشر سطرا واحدا دون أن تتأكد منه، ولاتقدم لقرائها معلومة واحدة إذا لم تكن قد استوفت كلشروط البحث والتحقيق ومواجهة الروايات والروايات المضادة مع بعضها، وإذا لم تكن قد استطاعت التوفرعلى الدلائل الملموسة القاطعة (وليس الآراء والاستيهامات المغرضة) التي تؤكد ماتنشره، اتضح أنها كاذبة،وأنها جزء من اللعبة نفذ الأجندة التي كتبت له، والتي لازالت تكتب إلى الآن (يكفي الاطلاع على الملفالمخزي والمخجل الذي نشرته مجلة "ماريان" في عددها الأخير لاستيعاب الحكاية)، وتأكد للجميع أنهاليست أفضل كثيرا من صحافة الدول العالم-ثالثية التي تعطيها باستمرار الدروس الكاذبة.

حتى ذلك المرتزق الإسباني المسمى إغناسيو سمبريرو، والذي قرر أن يتخصص في الشأن المغربي قسرا،اتضح أنه كاذب أشر.

وقد وجد نفسه فعلا في مأزق كبير، حين أعطى للسلطات الإسبانية هاتفه من أجل الكشف التقني عن أنظمةالجوسسة الخطيرة التي سيكون (المغرب قد زرعها له فيه) عاد إليه هاتفه، ومعه تقرير إسباني رسمي مفصل يقول له "RAS”، أي لاشيء يذكر، أي "رووول ماعندو باكاج"، أو بعبارة أخرى "أنت أتفه بكثير من أن يترك المغرب انشغالاته الحقيقية، ويهتم بزرع نظام تجسس عليك هو لايمتلكه أصلا، والشركة صاحبة هذا النظامقالت في بيان رسمي إن المغرب لم يشتره منها وليس من زبنائها".

ثم لنلتفت قليلا جهة " عبدة البراني"، شلة النضال الحقوقي الكاذب إياها، التي لاتتحدث معنا إلا بالإحالات إلى وعلى أصدقائها الأجانب وماكتبوه عنا.

هاته الشلة أصيبت بالخرس، مستها "اللقوة"، صمتت، سكتت، نذرت للرحمان على مايبدو أيامًا من عدم مخاطبة الخلق لأنها لم تعد تجد شيئا يستحق أن يقال، أو لأنها فهمت أنها تمادت في الكذب على بلد هوفي حكم بلدها، وعلى وطن هو في حكم وطنها.

يستبعد الكثيرون فرضية الاستحياء من الكذب على الوطن هاته بالنسبة للشلة، ويقولون "هي تبحث فقطعن ادعاءات جديدة تملأ بها أمسيات الشات الفيسبوكي الباردة".

مشهدها محزن حقا، ومثير للشفقة، ومن لازالوا يحتفظون بقليل من الاحترام الناتج عما سبق لأعضائها،كانوا يتمنون اعتذارا أو شيئا كالاعتذار عن الأكاذيب، لكن منذ متى كانت الشلة النورانية المكونة من المخلوقات الملائكية التي لاتزل ولا تخطئ تعتذر مثلنا نحن بقية الآدميين؟

هي شلة صنعت من ماء من ذهب، وحدها قرأت ومارست الصحافة، وحدها تقول الحق، وحدها تحلم بالحرية والديمقراطية حقا للوطن، والآخرون (حنا ومن يشبهوننا منفذو أجندة فقط لاغير).

يسرنا اليوم أن نقول للكذبة من الشلة إياها "بين تنفيذ أجندة الوطن، والنزول أرضا لتنفيذ أجندة أعدائه والراغبين له في الدمار والزعزعة، اختيارنا كان واضحا دون مواربة منذ البدء، الدفاع عن هذا الوطن والإيمان بحقه في هذا الدفاع لأنه وطن ظل دائما يقول الحق".

عكسكم تماما أيها الكاذبون، عكسكم تماما يا "عباد البراني والمحتمون به".

ذلك هو الفرق كله، وهو يكفينا وزيادة مهما بالغتم في الكذب وتنميقه حتى آخر الأيام.