ادخلوها..من باب المغاربة !

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 15 فبراير 2023
No Image

في علاقة المغرب بالقدس الشريف لاوجود إطلاقا للالتباس. هذا البلد حمل على عاتقه منذ البدء مهمة الدفاععن هاته المدينة الربانية حتى انتهاء كل الأزمنة، وعاهله الذي يرأس "لجنة القدس" لايتردد المرة بعد الأخرى في التذكير بهذا الالتزام المغربي تجاه الحاضرة المقدسة.

لذلك دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى إقامة تحالف عالمي يجمع كل القوى الحية الملتزمة بالسلام والمؤمنة بقيم التسامح والتعايش، من أجل إنقاذ مدينة السلام، والحفاظ على موروثها الحضاري والإنساني المشترك.

هاته الدعوة الملكية الراقية التي جاءت خلال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، الذي نظمته جامعةالدول العربية بالقاهرة، تحمل في طياتها التصور المغربي لحل المشكل كله في تلك الأرض المباركة.

نحن في المغرب، لسنا مدافعين ظرفيين عن ذلك المكان، مثل البعض، ولسنا طبعا انتهازيين مستغلين نريد فيه مزيدا من الدماء لكي ندبج المحفوظات الرديئة، والأناشيد السمجة التي لاترد قتيلا - من هاته الجهة أو من الأخرى - إلى أهله.

وطبعا، نحن في المغرب نتعالى على المزايدة بشعبنا الفلسطيني وآلامه وجراحه، ولانريد له مزيدا من الموت فقط لكي نظهر أبطالا على حسابه.

نحن هنا، نريد من باب المغاربة لفلسطين وشعبها الحياة والحرية والسلام. لذلك عندما يجنح الآخرون للسلم نجنح له، مثلما أوصانا رب العزة، ولذلك نقدم لفلسطين الأفعال وليس الأقوال، ولذلك كان جلالة الملك واضحافي خطابه الذي قرأه رئيس الحكومة عزيز أخنوش في القاهرة حين قال جلالته : "العمل الميداني الملمـوس،الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، وهي الذراع الميدانية للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، منذ أزيد من 25 سنة، تحت إشرافنا الشخصي، يهدف إلى دعم المدينة المقدسة، والحفاظ علىطابعها الحضاري" مشيرا جلالته إلى أن هذا العمل يتم "من خلال تنفيذ مشاريع اجتماعية وتنموية تهمجميع فئات المجتمع المقدسي".

وأوضح جلالة الملك أن الوكالة استطاعت تنفيذ ما يزيد عن 200 مشروعا، بكلفة تقدر بحوالي 65 مليون دولار، بتمويل مغربي مائة في المائة، من ميزانيتها في صنف تبرعات الدول، وحوالي 70 في المائة، في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد.

هذه ليست شعارات، وهذه ليست صورا رفقة الفصائل المختلفة، يريد بها الواقفون في البرواز إظهار حبهم لفلسطين باللقطات المعدلة بالفوتوشوب آلاف المرات.

لا، هذا التزام مغربي قديم فينا وعتيد، يعتبر القدس أرضا يحرم فيها سفك الدماء، أرادتها العناية الربانيةمكان التقاء لكل الديانات، وأرادها طمع الإنسان - من الجهتين - مكانا له وحده، فعاشت كل هذا الدمار.

وعندما يزايد علينا في حكاية القدس وفلسطين هاته أولئك الذين لم يقدموا لهما معا أي شيء، غير الأناشيدالحاضة على مزيد من القتل والدمار، نبتسم بألم، ونواصل المسار المغربي كله، الحالم بعقلانية ذات يومللمنطقة كلها بالسلام، المقتنع أن الحمق الدموي الذي دام كل هاته الأعوام، والذي تسبب فيه متطرفون من الجانبين معا، هو حمق سيصل ذات يوم إلى منتهاه.

سيترك المجال رحبا شاسعا أمام العقل، أمام الرشد، أمام الحكمة، لكي تعود القدس أرض الديانات السماويةكلها، عبرانية ومسلمة ومسيحية، بل أرض الإنسانية المؤمنة بالالتقاء، وإن كانت دون ديانة.

حينها سيتذكر الجميع أن بوابة الدخول إلى القدس الدخول العاقل الذي وعدنا أن نصلي فيها، ليست بوابة ملالي إيران الذين يقتلون نساء بلدهم بسبب خصلة شعر، وليست بوابة بقية الدول الكاذبة التي تستعمر شعوبها وتدعي الرغبة في تحرير فلسطين، وليست بوابة بقية الكاذبين الذين يتصدقون على القدس وفلسطين بالكلام والشعارات وينسونها حين الجد والعمل.

سيتذكر الكل، وسينتبه الجميع إلى أن الدخول الآمن إلى هناك سيتم عبر بوابة السلام العادل الشامل،وتعاون كل المؤمنين بالرسالة الإبراهيمية الخليلية، بوابة هذا المكان المقدس المسمى أرض البركة المغرب، الذي يفخر أنه الوحيد من بين العالمين كلهم الذي يتوفر داخل القدس الشريف على باب كتب عليه منذ قديم القديم...باب المغاربة.