الديمقراطية "الفريدة" !

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 08 فبراير 2023
No Image

ليست هذه أول مرة (تتميز) فيها فرنسا إعلاميا وديمقراطيا تجاه بلدنا، بل إن حادثة الصحافي المغربيالأصل رشيد امباركي الذي أوقفته قناة bfmtv لمجرد نطقه عبارة "الصحراء المغربية"، واحدة من سلسلةطويلة من علامات العداء السافر وغير المبرر تجاه البلد الصديق الأكثر صدقا مع فرنسا في المنطقة كلهااليوم.

فرنسا سبق لها وفرضت على قناة إخبارية أخرى هي cnews أن تلغي لقاءا مباشرا مع فرحات مهني الزعيمالقبايلي الشهير، لأن اتصالا مباشرا من قصر المرادية في الجزائر وصل إلى قصر الإليزيه في باريس، هددبإلغاء كل المعاهدات الخاصة بالغاز التي وقعت فيما بعد إذا مامر فرحات مهني من القناة إياها.

رأينا يومها الضيف وهو يتساءل في أروقة القناة "هل لديكم تفسير لهذا الإلغاء؟"، ورأينا الصحافي المسكينالذي كان يستضيفه وهو يقول له بخجل "صدقني، لاتفسير لدي".

فرنسا التي يحلو لصحافييها من قلب مكاتبهم الباريسية أن يعطونا يوميا الدروس في حرية التعبير فيمهنتنا، هي التي استدعى رئيسها ماكرون منذ أيام ثمانية صحافيين تم اختيارهم بعناية لكي ينقلوا كلامالرئيس دون أن يذكروه بالإسم بخصوص ضجة إصلاح التقاعد التي تهز فرنسا الآن.

حينها غضبت أغلبية المشهد الإعلامي الفرنسي، وقالت "لايجوز، وهذا تفضيل غير مهني ومن العيب أنيقبل بعضنا بتصرف مثل هذا على حساب الأغلبية كلها".

لم يرد الإليزيه على احتجاجات الصحافيين، ونشر الصحافيون الثمانية فعلا ماقاله لهم ماكرون دون أنيذكروه، أي لعبوا دور الببغاء الذي يعيد الكلام الذي سمعه وكفى، وانتهت الحكاية والسلام.

لذلك عندما ينبهر بعض بني الجلدة هنا بأي كلمة قيلت عنا من طرف بعض صحافة فرنسا، نهون عليهممصاب الانبهار، ونخبرهم أن زمن إعطاء الدروس لنا قد ولى، وأن الزمن اليوم هو زمن تعامل الند للند، فمثلمالديهم فرنسا صحافيون جيدون لدينا أيضا في المغرب مغنون محليون لايطربون، لكنهم هم أيضا متميزون.

والعكس أيضا صحيح، إذ مثلما لدينا صحافيون رديئون يمتهنون مد اليد باستمرار، لديهم هناك في كلوسائل إعلام فرنسا صحافيون يبيعون أقلامهم بأي ثمن، من الأسعار العالية جدا حتى كأس شاي ساخنوقطعة "كعب غزال" عابرة.

لذلك لاداعي للاستغراب مما وقع للصحافي المغربي الأصل رشيد امباركي، فحرية الإعلام في فرنسا تعنيالفرنسيين فقط.

نحن، هنا في عوالمنا الثالثة، لانستحقها حسب تصور الأسياد هناك.

هذه هي الحقيقة، للأسف الشديد.