تشهد أسعار اللحوم ارتفاعات قياسية حاليا، مما اضطر الحكومة إلى اتخاذ بعض التدابير لمواجهة هذا الوضع. في هذا الحوار نستطلع مع الكااتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة، تطورات السوق إلى جانب رؤية المهنيين إلى الإجراءات الحكومية و ما إذا كانت كافية لإعادة التوازن إلى الأسواق.
ارتفعت أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية منذ الفترة الماضية. كيف هو الوضع الآن؟
الوضع مازال عليه. الأسعار مازالت مرتفعة.أسعار الجملة تتراوح ما بين 81 و82 درهما للكيلوغرا، فيما الأسعار على مستوى التقسيط تدور في فلك 100 إلى 105 دراهم، لذلك على المعنيين التدخل من أجل إعادة التوازن إلى الأسواق حتى لايتفاقم الوضع خلال رمضان وعيد الأضحى المقبلين.
من المسؤول على ارتفاع أسعار اللحوم إلى هذه المستويات القياسية؟
الحقيقة هناك أسباب متعددة. هذا التطور القياسي في أسعار اللحوم هو من مخلفات تفشي جائحة كورونا، حيث ارتفعت وتيرة ذبح القطيع خلال هذه الفترة، لكن من دون خلف، مما ألقى بتداعيات على مستوى العرض إلى حدود الآن. هناك أيضا سنتان متتاليتان من الجفاف عرفهما المغرب، ناهيك عن ارتفاع أسعار العلف، الأمر الذي تسبب في خسائر لم يتداركها الفاعلون إلى حدود الساعة.
الحكومة لجأت مؤخرا إلى وقف استيفاء الاستيراد على الأبقار، وقبل ذلك في أكتوبر الماضي علقت قرار حظر استيراد الأبقار أقل من أربع سنوات. هل هذه الإجراءات كافية لإعادة التوازن إلى الأسواق؟
لايمكن إلا أن نرحب بأي قرار يخدم الفاعلين والمستهلكين على حد سواء. لكن في المقابل يتعين مصاحبة هذه التدابير بإجراءات أخرى، إذ أمام الإكراهات التي يتعرض لها المنتجون والفاعلون، يتعين اتخاذ خطوات أكثر جرأة لدعمهم. فمثلا لمذا لايتم إلغاءالضريبية على الاستيراد التي تصل إلى 20 في المائة،والتي تكلف ما بين 3000 و5000 درهما عن البهيمة الواحد. أعود وأقول إنه يتعين اتخاذ تدابير جريئة على الأقل خلال هذه الفترة من أجل تموين الأسواق في رمضان وعيد الأضحى المقبلين.
لكن هناك برنامج لدعم المربين منذ المخطط الأخضر والآن هناك الجيل الأخضر. ألم يكن ذلك كافيا على الأقل للاقتراب من الاكتفاء الذاتي؟
يجب أن يكون هناك دعم حقيقي للمنتجين. دعم يستهدف الجميع. صغار المنتجين يجدون صعوبة في الاستفادة من هذا الدعم على الرغم من مساهمتهم المهمة إن لم أقل الأهم في توفير القطيع. نحن قادرون على تحقيق الاكتفاء الذاتي, لكن شريطة استهداف الجميع مع وضع برامج أخرى للمواكبة.
هشام جوابري الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بالدار البيضاء.