طاليس: أشياء لم يقلها أحد !

الأحداث المغربية الأربعاء 01 فبراير 2023
No Image

أثار سكيتش للفنان المغربي عبد العالي المهر، المعروف لدىالجمهور باسم شهرته الفنية « طاليس »، قدمه خلال تكريمأسود الأطلس في الدار البيضاء الجمعة الماضية جدالا كبيرا (من نوعية تلك الجدالات التي نتقن نحن وحدنا اختلاقها ثم نتقن نحن وحدنا وأدها دون النفاذ إلى العمق منها) بين من اعتبروه مهينا للمرأة المغربية، وبين من رأوا فيه مجرد سكيتش عابر أراد به طاليس أن يضحك الحاضرين وربما توفق وربما لم يتوفق.

المثير للانتباه مرة أخرى هنا، ونحن لن ننتصر لا لهذا الرأي ولا للرأي الآخر، هو أننا لا نستطيع دخول نقاشات فنية مثل هاته تتناول القضايا المجتمعية دون أن نقرر الانقسام إلى جبهتين: واحدة تسب الأخرى وتصفها بأقذع الأوصاف.

والمثير أكثر هو أن عددا من المحسوبين على الفن الذين يقلون موهبة عن طاليس وجدوها فرصة للنيل منه، والانتقام مما يرون أنه صعود غير مستحق لنجوميته في الآونة الأخيرة

والمثير الثالث في العملية هو أن بعض الغاضبين من طاليس ومن سكيتشه، حسب زعمهم، هم غاضبون من أمور أخرى لم يستطيعوا التعبير عنها، وقرروا أن يجعلوا من طاليس ومن انتقاده بحدة فرصة لقولها وإن بشكل مبطن.

طبعا هناك فئة انتقدت عن حسن نية ماقدمه طاليس، ورأت فيه تحاملا على صورة المغربية، حسب تصورها، وهذا رأي يحترم للغاية، لأن العمل الفني - كيفما كان نوعه - عندما يقدمه مبدعه، يكون مستعدا لتلقي كل أنواع النقد، إيجابية كانت أم سلبية. ونتصور أن عبد العالي المهر هو الأول سعيد بالضجة التي خلقها سكيتشه، لأن الأمر يعني أولا تفاعلا واسعا من طرف عدد كبير من المغاربة مع ماقدمه، ويعني ثانيا أنه ملزم بالإنصات لصوت وملاحظات الناس، خصوصا الصادقين، وأخذها بعين الاعتبار في القادم من السكيتشات، دون الوصول إلى درجات السباب الصغيرة والتي تدل على سوء نية التي وصلها العديدون والعديدات سامحهم الله، لاعتبارات أخرى غير طاليس وغير المرأة المغربية وغير كل مايتم التصريح به علنا في هذا الصدد..