تبون: حكاية عقدة !

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 23 يناير 2023
No Image

في خرجة أخيرة له قال رئيس الجزائر إنه لن يتخلى عن البوليساريو، وأنه سيساند قضيتها الخاسرة بكلالوسائل، لأن الحكاية بالنسبة له وللطغمة العسكرية التي وضعته في منصبه هي "حكاية مبدأ".

وحقيقة، عندما يتحدث عبد المجيد تبون عن "المبادئ"، لايستطيع المرء منع نفسه من الابتسام، لأن الإثنينلايلتقيان.

وعندما تدقق في الكلام قليلا، وتراقب سحنة الرجل وهو يتحدث، ستفهم أن العقدة المغربية متجذرة حقا فيقلب الحقد الجزائري، وهي عقدة لها أسباب وأسباب مما يعرفه من قرأ التاريخ وحفظ بعض دروسه جيدا،خلاصتها الأساس: الإحساس بالدونية أمام الجار الغربي العريق الذي وضعه الله قرب الجزائر، لكي تقترنبه نفسها وتتألم يوميا آلاف المرات.

يتعلق الأمر بالمغرب، البلد العتيق والقديم، ذي الدولة الموجودة فيه منذ زمن بعيد، مقابل بلاد لم تعرف معنىالدولة أبدا، وعاشت منذ صنعتها فرنسا بداية الستينيات اضطرابا في التكوين والنشأة، سبب لها التشوهالبنيوي الذي تعانيه، منذ 1962، وحتى الآن.

ترأسها بن بلة مرة، فانقلب عليه بوخروبة المعروف بالهواري بومدين، وساق بصعلكة كبرى الجزائر نحو كلانتكاساتها. تسلم بن جديد مقاليدها، وحاول أن يرسم عنها صورة بلد ديمقراطي ينظم انتخابات حرة، ففازإسلاميو "الفيس"، أو الجبهة الإسلامية للإنقاذ بكل شيء، فقرر العسكر رفض النتائج، وأدخلوا البلاد إلىحرب أهلية حقيقية، دارت فصولها في كل ربوع الجزائر، وانتهت بعدد كبير من القتلى (جزائريون قتلواجزائريين) وبجراح لم تندمل حتى الآن.

بعد ذلك قتل عسكر الجزائر رئيسا آخر هو بوضياف رحمه الله، وارتكبوا مسرحية هزلية مشوهة لكي يقدموااغتياله برواية لم يصدقها أحد. أتوا بعدها برؤساء لم يعد الناس قادرين على تذكر أسمائهم لفرط بساطتهم،ولأنهم كانوا لايعنون شيئا، ثم استقروا ذات يوم على بوتفليقة، ووضعوه هناك في قصر المرادية، إلى أن بلغبه العجز المراتب كلها، فأزالوه وألقوا بعائلته في السجن، واستقدموا أخانا هذا الملقب قيد حياته "تبون"،الذي يقول الآن إنه لن يتخلى عن قضية البوليساريو الخاسرة.

بلد بهاته اللائحة الطويلة والعريضة من الاهتزازات واللا إستقرار، يتعهد بأن يساند حتى آخر رمق جبهةمهترئة تحتجز عددا من الصحراويين في مخيماتها، وتفرض عليهم إرهابا حقيقيا لئلا يفكروا يوما فيالعودة إلى أرض الوطن الغفور الرحيم.

لماذا نحكي الحكاية مجددا؟

فقط لنذكر أنفسنا بتفاصيل التفاصيل فيها، ولكي نفهم أن العقدة المغربية هناك في قلب الحقد الجزائري،لها من المبررات الشيء الكثير.

لذلك يجب أن نصارح بها أنفسنا لكي نطوي الصفحة ونرتاح: لا أمل حقا في القوم "اللي هوك"، لا أمل...