"الشان" في "المارستان" !

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 16 يناير 2023
No Image

هل تستحق الجزائر الرد نظير ماقامت به من تصرفات رعناء تجاه المغرب بمناسبة كأس إفريقيا للمحليين؟؟

في الحقيقة، المغرب رد على الجزائر قبل أن تقترف مااقترفته، عندما تشبث بالخط الجوي المباشر بين الرباطوقسنطينة، وعندما وضع عالم الكرة الدولية والقارية، ممثلا في إينفانتينو رئيس الفيفا، وموتسيبي رئيسالكاف، أمام الصورة البشعة الفعلية لجنرالات الجزائر وهم يخلطون بشكل بشع بين الخلاف السياسي وبينمنافسة رياضية يشرف عليها اتحاد قاري منح الجارة الشرقية شرف التنظيم دون أن يضع في حسبانه هذاالمقلب الجزائري السخيف في الجميع.

وحتى عندما كان حفيد مانديلا يهرطق بمالايفهمه خلال حفل الافتتاح، أو عندما كان مجندون عسكريونجزائريون ينتحلون دور المشجعين ويسبون الشعب المغربي في الافتتاح ذاته، فإن أحدا لم يندهش، لأنماوقع كان متوقعا، ولأن مااقترفه من يحكمون الجزائر قبل "الشان" كان ينذر فعلا بما رأيناه وماسمعناه، من"بلطجة" و "تسلكيط" مما لم نعد نستغربه من المتحكمين في رقاب الشعب هناك.

في هذا الصدد لامفر من التنويه بالخطوة الرائعة والذكية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي لجأتإلى النبوغ المغربي الشهير، وأكدت بالملموس أنها تريد فعلا المشاركة في الكأس القارية للمحليين التي فازالمغرب بنسختيها الأخيرتين، وأثبتت للعالم أجمع أن البلد المنظم هو الذي يرفض دخول المنتخب المغربي إلىبلاده في تعنت لاعلاقة له بالرياضة، بل لاعلاقة له بالأخلاق الآدمية السوية.

الآن، نحن أمام تصعيد خطير يلزمه مستقبلا الحذر تجاهه، لأننا فعلا وبعد أن رأينا وسمعنا ماوقع، لن نكونمطمئنين على منتخباتنا وفرقنا الوطنية خلال تنقلاتها إلى هذا البلد المعادي.

اليوم لاأحد يستطيع توقع الحد الذي سيقف عنده الحمقى المتنفذون هناك، ولا أحد يستطيع أن يضمنسلامة لاعبينا إذا ماذهبوا هناك، ولا أحد يستطيع أن يتخيل شكل الخطوة العدائية المقبلة تجاه المغرب.

لذلك لامفر من مزيد من إثبات هذا الحمق، ولامفر من إظهاره أمام شهود عقلاء، مثلما تم أمام مسؤولي الفيفاوالكاف في مطار الرباط، ولامفر من الاستعداد للأسوأ مع هذا الجار الخاص من نوعه حقا.

لقد بلغ سعار المجانين هناك حدا مرعبا بالفعل ولا أحد منا جميعا يستطيع أن يدعي معرفة حدوده، والمغربالذي نعرف شراسته في الدفاع بكل الوسائل عن مصالحه وعن أبنائه سيرد بالشكل المناسب حقا، وبتعقلهالمعهود، لكن الناجع والفعال، على "مهرجان المهابيل" الذي يقترحه متنفذو الجزائر عرضا مضحكا/مبكياعلى الجميع.

ومرة أخرى نقولها: كان الله في عون الشعب "فالبلاد اللي هوك"، مع من يورطونه ووطنه في مثل هاتهالترهات، حتى أصبح الكل مقتنعا أن الأمر يتعلق بمارستان الحمقى لاأقل ولا أكثر.