"الشان" والجار "الشين"!

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 13 يناير 2023
No Image

في الصحراء لدينا نقول عن الإنسان السيء إنه "شين"، أي "ماهو زين"، وماتفعله الجزائربمسابقة "الشان" أي كأس إفريقيا للمحليين التي فاز المغرب بالنسختين الأخيرتين منها عن جدارةواستحقاق، أمر "شين" حقا.

ترفض الجزائر السماح لطائرة الخطوط الملكية المغربية، الناقل الرسمي لمنتخب أسود الأطلس - بكل فئاته - بالتحليق المباشر من مطار عاصمة المملكة الرباط إلى قسنطينة.

لماذا؟

لأن الجزائر في حالة حرب مفتوحة ضدنا منذ القديم، توجتها بقطع العلاقات، وإغلاق المجالالجوي، بعد أن ظلت الحدود البرية مقفلة منذ القديم.

نحن هنا في المغرب لا إشكال لدينا مع كل هاته القرارات. نعرف أنها تسيء لوحدة المغرب الكبير. نعرف أنها تعارض كل طموحات شعوب المنطقة. نعرف أنها ردود أفعال متسرعة وغير عاقلة علىالانتصارات الديبلوماسية الكبرى التي حققها ويحققها المغرب، بفضل الحكمة الملكية، في ملفقضيتنا الوطنية. نعرف كل هذا ونقول "عادي أن يصدر رد الفعل هذا من جار ألف معاداة كلمصالحنا".

بالمقابل في الهيآت الكروية القارية الأمر لايمر بسهولة. هذا بلد يحظى بشرف احتضان منافسةهي الثالثة في الترتيب الكروي القاري أهمية، بعد كأس إفريقيا الحقيقية، وبعد عصبة الأبطال،لذلك لايحق لها أن يستغل تنظيم هاته المنافسة من أجل تصريف مواقف سياسية خاصة به لاعلاقةلاتحاد "الكاف" بها.

وطبعا سيكون للأمر مابعده من قرارات وعقوبات يجب انتظارها إذا تعذر فعلا سفر منتخبنا بشكلنهائي عبر الخط المباشر الوطني من عاصمتنا إلى "البلاد اللي هوك".

الآن مايهمنا، بغض النظر عن كل التطورات التي قد تقع، هو الوقوف مجددا عند أفعال هذا البلدالذي حشرنا الله بجواره، والذي بلغ في حمق مسؤوليه شأنا كبيرا، والذي لن يتوقف أبدا، وفي كلالمجالات عن البحث عن المشاكل الحقيقية والمتخيلة لبلادنا.

ما العمل معه؟

هذا السؤال نطرحه دوما وأبدا، وإجابتنا عنه ان تتغير هي الأخرى أبدا "إدفع بالتي هي أحسن"،مثلما أمر رب العزة، أو الحلم المغربي الشهير القادر على الصبر على الأذى المجاني، المترفع عنالردود الصبيانية، المتعالي، من باب عراقته وقدمه وانتمائه العتيق للتاريخ، عن النزول إلى مجاراةالمحدثين في ارتكاباتهم.

نميز هنا جيدا في المغرب بين شعب الجزائر، وهو شعب أخ لنا، وبين ارتكابات بعض الحمقى منمسؤوليه. نقول بأنه "ماخصناش نديرو (الشان) لهؤلاء المعتوهين لئلا يعتقدوا أنهم فعلا ينجزونشيئا ما".

نجاريهم وكفى، واليوم هم لايريدون السماح لنا بلعب الكرة على أرضهم، ماذا سنفعل؟

كالعادة سنضحك من غبائهم وسنمضي، تاركين للعالم كله، وفي مقدمته إفريقيا، أن يشهد على كلمايقع وأن يصدر حكمه في النهاية على هذا الجار الخاص من نوعه فعلا...