فن "بالنيابة" !

بقلم:المختار لغزيوي الخميس 12 يناير 2023
No Image

وكعادتنا، وكدأبنا، وكديدننا، وكقاعدتنا، نتميز مرة أخرى في إخلاف موعد جديد.

نتحدث هنا عن السينما، وعما يجري في مركز السينما.

لم يعد الشغل الشاغل للمهتمين بالفن السابع من بيننا صنع أفلام جيدة تحمل علامة "صنع فيالمغرب".

لم نعد راغبين في منافسة سينما مصر وإيران.

فقدنا الرغبة في الدخول في نقاش الكم والكيف، وطريقة اكتشاف فيلمين أو ثلاثة من النوع الجيد،وسط ركام من الأفلام من الضروري دعمها، لكي يشتغل حرفيو القطاع، ولكي نتمكن من البحث فيثناياها عن أكلة سينمائية شهية نضعها تحت أسناننا، ونشبع.

قديمة هي ذكرياتنا ونحن نتوفر على مدير لمركز السينما باسم وحجم سهيل بن بركة.

وطبعا قديمة هي الأخرى الأيام التي كان فيها عبقري من عباقرة زمانه ومكانه، يسمى نور الدينالصايل، مديرا للمركز ذاته.

اليوم النقاش كله ينصب حول المناصب بالنيابة.

والحقيقة أن عبارة "بالنيابة" هاته تختزل كثير الأشياء التي نرفض قولها أو التصريح بها، تفاديالمزيد من الخصومات الفارغة والصراعات الأفرغ.

"بالنيابة" تعني بلغة "شرح ملح" التي نعشقها نحن المغاربة "مالقيناش"، ولذلك نحن نصرفهابالنيابة إلى أن ينزل حنان الله من سمائه.

"بالنيابة" تعني أننا لم نبحث جيدا، وأننا وسط الدائرة الصغيرة من أصحاب المناصب الدائمة لمنجد "بروفايلا"، ننقله من هذا المكان إلى هذا المكان، لذلك "لنتريث ولنعينهم بالنيابة".

ربما يكبر المصاب بمرض "بالنيابة" هذا، وينضج، ويتحول إلى "أفاتار" مسؤول كامل يعينبطريقة كاملة وليس "بالنيابة".

وحقيقة وجب قولها بكل الصدق الممكن، وبكل الحزن الحقيقي: عيب أن نفرمل مسيرة سينمائيةكانت تبدو كالواعدة بهذا الشكل، وأن نفرض على كل من يؤمن بالسينما المغربية فعلا نقاشاشخصيا تافها حول آفة "بالنيابة" هاته.

هذه هي الحقيقة، وهي مزعجة، أعرف، لكنها الحقيقة.

في انتظار استيعابها كاملة، وتجرعها كاملة، لامفر من التضامن مع إبن السينما وإبن المركز، الفتىطارق خلامي، الذي ارتكب طيلة مساره هناك الذي يمدحه الجميع خطأ واحدا فقط: هو أنه لايعرفمن أي سوق في البلاد تقتنى سلعة "بالنيابة"، هاته لكي يشتري منها ماتيسر، ويصبح قادرا هوالآخر على حماية نفسه من أن يتحول إلى كبش فداء.

سكوت...حنصور. هذا ماقاله يوسف شاهين رحمه الله يوما في فيلم.

نحن سنقول "سكوت، لن نصور. سنقدم لكم فيلما صامتا...بالنيابة".

The end