تا عا اسكت !

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 11 يناير 2023
No Image

أحيانا نشرع جديا في التفكير في الذهاب إلى سوق المواشي -أعز الله قدركم- واقتناء أقرن أملح من النوعالرفيع، والذهاب به إلى باب منزل بعض المسؤولين، لكي نذبحه هناك، ونلقي عليهم "العار"، و "نزاوك" فيهم بحق "حجر العافية"، لكي يسكتوا فقط.

لن نطالبهم بتميز في مجال عملهم. لن ننتظر منهم إنجازات خارقة. لن نتوقع أنهم سيكونون العطار الذييصلح ما أفسده الدهر.

لا. سقف توقعاتنا منهم أقل من كل هذا بكثير الكثير.

سنطلب منهم فقط الصمت، سنقول لهم بكل أدب واحترام ولياقة "صه صه الله يرحم الوالدين"، فإنكم تزيدونالطين بلة، وإنكم لاتتقنون الحديث، وهذا الأمر يسيء لكل القضايا التي تدافعون عنها، وإن كانت عادلة.

أسوأ من هذا: الاستسهال الكلامي الناتج عن الانفعال اللفظي، والرغبة "باللي كاين" في تبرئة النفس منالتهم الموجهة إليها، أمر لايسيء لكم فقط.

هو يورط البلاد كلها في أخطاء أنتم مرتكبوها. وعندما نسمع اليوم أن الجماعة الفلانية تحاول الركوب علىهذا الحدث أو ذاك، نقول بالمباشر للمتسبب في ذلك الحدث : تحمل مسؤوليتك، لأنت الوحيد المسؤول عن كلماوقع.

ليس مطلوبا منك اليوم الخروج تلو الخروج، لكي تتناقر مع صغار وصغيرات هم في سن أبنائك.

المطلوب منك هو التروي، الهدوء، إعمال العقل، فتح تحقيق جدي، ثم الصمت قليلا، أو في الحقيقة الصمتكثيرا، لأنك كل مرة تتحدث فيها "تعميها وأنت تعتقد أنك حامل الكحل إلى عينيها".

رجاء، توقف عن الكلام. اشتغل، حاول أن تحل الإشكال بعيدا عن الضجيج والضوضاء. ضع في ذهنك أنهناك كثيرين من المتربصين بالمغرب داخلا وخارجا، يبحثون فقط عن هفوات أمثالك لكي ينالوا من بلادناولكي ينتقصوا منها.

تذكر فقط أن المغرب أكبر منا جميعا، وأنه من غير اللائق - فقط للدفاع عن ذاتك الصغيرة - أن تجره معك إلىمالاحاجة له به اليوم.

نتمنى أن يقرأها وأن يفهمها وأن يطبقها، ونتمنى أن تصله الرسالة واضحة كما هي، ماذا وإلا فإننا "وربالكعبة" سنقصد "سوق الحوالا"، وسنقتني أضحيتنا وسنذهب بها إليه في المنزل أو المكتب وسنصرخجميعا بالصوت الواحد "واتا عاسكت، عار الله يلا ماتعاونا غير بالسكات".